اللسانيات

توطين آليات المعرفة التقنية في الحاسوب من أجل تيسير إدخال المعرفة واسترجاعها، ويمكن تلخيصها فيما يسمّى بالذكاء الاصطناعي -علم تطويع الآلة لتحاكي الذكاء البشري.
و تعتبر "المعالجة الألية للغات الطبيعية بمثابة التطبيق الفعلي لتوجيهات اللسانيات الحاسوبية , و يمكن أن تهتم بالدراسة الداخلية للغات الطبيعية وفق […] ما تقره البرمجيات الحاسوبية"

اكتشف الباحثون مصطلح التّداولية وأصبح على ألسنة اللّغويين وغير اللّغويين، يتناقلونه، ويستنطقون مباحثه من: تلفّظ، وحجاج، وأفعال كلامية، وقصدية...وإن تنوّعت المصطلحات وتعدّدت المفاهيم، فالأرجح أنّها ترتبط جلّها بكيفية الاشتغال باللّغة في مواقف كلامية معيّنة، حيث تتّخذ مواضع محدّدة تجعل الذّات المتلفّظة تبحث عن التّوافق مع مقتضى الحال، باحثة عن أدوات الإنجاز الفعلي للكلام، والإقناع، والتّأثير في الآخر، والتّلميح بالمعنى... فكيف عاد الباحثون العرب المحدثون إلى هذه المصطلحات وكيف حاولوا دراسة اللّغة وفق ما تمليه مستجدات البحث اللّغوي؟ وما أغلب المصطلحات التي تعاملوا بها في المجال البلاغي، وما الذي يبرّر القول بضرورة إحياء المفاهيم، والبحث في الآن ذاته عن أبعاد هذه المصطلحات من منظور حداثي ما بعد بنيوي.

تفتقر الجامعات العربية الى كتاب منهجي يحتوي على مادة لسانية حديثة نسبياً تعتمد على مراجع كتبت في زمن قريب، فكثير من مقررات اللسانيات لا يزال يعتمد على بعض الكتب العربية التي كتبها أصحابها في النصف الأول من القرن العشرين، مع أن كل المدارس اللسانية الحديثة شهدت تطوراً كبيراً في العقود الستة الأخيرة، كما أن الكثير من المفاهيم والأفكار التي تناقشها تلك الكتب إما أنها عدلت تعديلات جوهرية أو تخلي عنها تخلياً نهائياً.لذلك صمم هذا الكتاب ليكون منهجاً ملائماً لطلاب اللسانيات في الدراسات الجامعية وما بعدها، ويرمي إلى تقديم المفاهيم اللسانية الأساسية التي يحتاج إليها المبتدؤون في دراسة اللسانيات، وذوو الثقافة العامة، والمهتمون بهذا الحقل

This dissertation deals with the phenomenon of the Conversational Implicature which was highlighted by the Scientist Paul Grice. It presents this phenomenon in accordance with Grice’s interest in pragmatics studies and the process of communication, within the general principle that he assumed for that process of communication which is the Cooperative Principle and its subsidiary conversational maxims.

The dissertation provides an explanation to the theoretical framework of the Conversational Implicature and its relation to the four sub-rules created by Grice. It also provides a highly detailed application to analyze that concept through Ahmad Shawky’s poetic plays, which showed a rich use of the Conversational Implicature and how to involve it in the play’s dialogues.

يتناولُ هذا البحثُ ظاهرةَ الاستلزامِ الحواريّ Conversational Implicature التي سلّطَ الضوءَ عليها العالمُ بول جرايس Paul Grice، ويقدمُ البحثُ هذه الظاهرة في إطارِ اهتمامِ جرايس بالدراساتِ التداوليةِ والتخاطبِ، في إطارِ المبدأ العامِ الذي افترضّهُ لعمليةِ التخاطب -وهو مبدأُ التعاون cooperative -principle، وما يتفرعُ عنه من قواعد فرعية conversational maxims.
يقدمُ البحثُ ضبطًا للإطارِ النظريّ لمفهومِ الاستلزامِ الحواريّ، وما يتعلقُ بعلاقتِه بالقواعد الفرعية الأربعة التي وضعها جرايس، كما يقدمُ ثراءً تطبيقيًّا، وتحليليًا لهذا المفهوم، من خلالِ مسرحياتِ أحمد شوقي الشعرية، التي أظهرتْ ثراءً في استخدامِ الاستلزامِ الحواريّ وتوظيفِه في الحواراتِ المسرحية.

يهدف هذا الكتاب إلى أن يعالج النقاط الآتية:
أن يصف ملامح اللغة التي يصاغ بها الإعلام المعاصر، وتحديدُ مستواها بين مستويات اللغة العربية الفصحى، وتوضيحُ سماتها اللغوية. وأن يبين الأثر الإيجابي للإعلام في خدمة اللغة العربية الفصيحة، ونشرها وإثبات حيوتها وقابليتها للتجدد والاستمرار. وأن يبين أن اللغة العربية الفصيحةَ هي اللغةُ الإعلامية المناسبةُ لواقع العرب، وأنّها الأقدرُ على تحقيق أهداف الرسالة الإعلامية، وأنها لغةُ الإعلام العربي في المستقبل.
أن يدرس المشكلات اللغوية التي تواجه اللغة الإعلامية المعاصرة دراسةً نظريةً تؤصل لمعايير الصحة والخطأ، والقبول والرد، وتسعى لإيجاد حلول هذه المشكلات.
أن يؤصل إلى ملامحِ لغةٍ إعلاميةٍ محكيِّةٍ تحقِّق شروطَ الفصاحة العربية، وتتميزُ بالبساطة والمباشَرة، وتكون ميسورةَ الفهم عندَ جميعِ العرب من مثقفين ومختصين وعامة. وأن يصل إلى وسائلِ النُّهوض باللغة الإعلامية المعاصرة، وسبل نشرها وتمكين استعمالها في الإعلام العربي المعاصر

"يقدّم هذا العدد مادة علمية ثريّة، هي نتاج تعاون علمي جاد ومشترك بين مخبر
اللسانيات النصية وتحليل الخطاب، وكلية التربية الآساسية بجامعة المثنى بالعراق، يقض ي
بنشر أبحاثٍ قيّمة متخصصة كانت موضوعا لمؤتمر علمي افتراض ي بعنوان؛ "بلاغة الجمهور ؛
العلوم الإنسانية في عصر استجابات الجماهير"، و إيمانا منا بأهمية البحوث التي قدّمت في هذا
المؤتمر، أبت هيئة تحرير المجلة – وبعد طلب من رئيسه - إلا أن تتطوع لنشرها في عدد خاص،
فحظيت جميع المقالات بالمراجعة العلمية المتخصصة مستعينة بكوادر علمية جادة لم تدخر
جهدا منذ أن وصلتها المقالات للتقييم والتصويب والتوجيه، فالشكر كل الشكر لمن ساعدنا على
نشر هذا العدد متمنين أن تطوّر هذه الجهود مستقبلا في سبيل رقيّ البحث العلمي في
الجامعات العربية".
من كلمة أ.د. أحلام بن الشيخ، رئيس تحرير مجلة العلامة، في افتتاحية العدد الخاص ببلاغة الجمهور.

عنوان هذا الكتاب هو «أغراض الكلام في التراث العربي: مراجعة تداولية»، ويتناول كما يدل منطوقه، بالدراسة والتحليل، كيفية تعامل علماء اللغة العرب القدماء مع قضايا أغراض الكلام الخبرية والإنشائية، من منظور تداولي، يسعى إلى مقاربة الموضوع بأدوات منهجية حديثة، بغرض الاستفادة من آراء اللغويين العرب، وذلك بالوقوف على أهم إشكالاتها التي حددتها الدراسة في ثلاثة إشكالات رئيسة: إشكال الحد وتعريف الأغراض تعريفا دقيقا منضبطا؛ وإشكال الاستعانة بلازم الصدق والكذب في التمييز بين الخبر والإنشاء، وأثر ذلك على تصور الموضوع في التراث العربي؛ وإشكال الخلط بين الأساليب والأغراض عبر تقديم أمثلة محددة في أساليب التعجب والنداء والقسم والاستفهام. وتبين الدراسة ضرورة إعادة النظر في حدود المفاهيم وطبيعة التداخلات فيما بينها، وعدم كفاية اللازم (الصدق والكذب) في التفريق بين ما هو خبري وما هو إنشائي، وتوضح كذلك الأثر الذي أحدثه هيمنة التصور الأسلوبي في البلاغة العربية على سوء الفهم الذي اعترى تصور اللغويين العرب القدامى، على المستوى النظري تحديدا، لأغراض الكلام، وأن بالإمكان الانطلاق من اجتهاداتهم التطبيقية والتحليلية لبناء تصور بديل.

تقوم هذه الدراسة على افتراض أن أزمة اللغة العربية هي جزء من مشكلة أعم، هي مشكلة التخلف، وما لم تبحث مظاهر التخلف في بنية العقل العربي، وأسبابه؛ فستبقى أزمة العربية قائمة دون حل جذري. ويمكن تصنيف مظاهر التخلف في العقل العربي في خمسة أصناف رئيسة هي: ١ -الجزمية الفكرية، ويتفرع عنها نغمة الحسم في تقويم الأمور، وعدم تقبل النقد. ٢ -عاطفية التفكير، ويتفرع عنها الآنية والارتجال، واتباع الهوى وغياب العدل. ٣ -التفكير المتمحور حول الذات (أو تضخم الأنا)، ويتفرع عنـها الانتهازيـة والاسـتغلال، والدكتاتورية. ٤ -التواكل الفكري، ويتفرع عنه: الاستسلام للتفكير التآمري، وإيقاع اللوم على الآخـرين، والاستسلام للواقع وعدم التضحية، وعدم المبالاة بأهمية الأمور، والترعة التقليدية وغيـاب التفكير الإبداعي (الإمعيّة). ٥ -سطحية التفكير، ويتفرع عنها قصر النظر، وغياب العمق، وصفرية الانطلاقـة، وإهمـال الكيف والاهتمام بالكم، والتفكير التشخيصي، والتفكير الحشوي. وسنحاول في هذه الدراسة مناقشة هذه المظاهر التي يعاني منها العقل الجماعي العربي، وانعكاساتها السلبية على واقع العربية تدريسا وبحثا وتخطيطا، وتقديم مقترحات عملية للنهوض بتدريس اللغة العربية، والبحث اللغوي. 
٠ مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابـها، ج١٧ ،ع٢٩ ،صفر ١٤٢٥هـ

فهرس المقالات
• الحرف التقليدية اللبنانية وإشكالية التنمية المستدامة الحرف الجزينية البحرينية نموذجا
                                                    رامي ناصر .................................10
• رمزية العادات والتقاليد
                                            علي شيخ، زيادة هاجر .....................33
• الوافدون على مدينة ورقلة بين الاندماج والاغتراب وحتمية التعايش دراسة انثروبولوجية
                                              بلال بوجراف ..................................53
• البراديغم البنائي في فهم تحولات السكن داخل الفضاء الصحراوي دراسة أنثروبولوجية في مدينة الواحات (ورقلة)
                                              قصي عطية ...................................62
• التنشئة المدرسية وعملية التواصل الديني    
                                              عبد القادر قدوري ........................81
• الممارسات الافتراضية وتهديدات الأمن الأسري
                          فريدة ميكيداش، سهام بوقلوف ............................91
• قراءات في الأنثروبولوجيا الجنائية
                          رزاق رزيقة، زرزوني جهيدة ..................................118
• متطلبات التعليم عن بعد وتحدياته في ظل جائحة فيروس كورونا
            إسماعيل نويرة، مجدة اسويب، عبد الحكيم اعقيرش ........133
• الجسد مبحثا أنتروبولوجيا في العالم العربي    
                                              زهرة الثابت .................................147
• الجندر والأدوار الجندرية في وسائل الإعلام مقاربة المفهوم في إطار نظرية الدور    
                      كشرود فاطمة الزهراء، بن دار نسيمة .....................165
• الرجولة وتحولات الأدوار الجندرية في ظل أزمة جائحة كورونا                                       رشا أبو شقرة .........................181
• أنثروبولوجيا جرعات التسميم الشعبي من داخل المطبخ الإثنوغرافي السحري النسوي في مدينة تبسة
                          هيبة بوعروج، نور الدين جفال .........................207
• السكن وعلاقته باندماج المهاجرين من جنوب الصحراء حالة مدينة مكناس المغربية 
                                          سفيان لشهب .................................234
• مظاهر الثقافة الشعبية بواحات زيز – تافيلالت رقصة هوبي عند قبائل ذوي منيع نموذجا 
                          الصديق الصادقي العماري .................................253
• Droit de l’eau et de la propriété foncière dans les Oasis d’Algérie face à la législation moderne
Abdennour Benslimane ……….272





الافتتاحية
بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله ربي العالمين وبه نستعين
بتوفيق من الله - عزّ وجلّ - يصدر هذا العدد الأول من مجلة "اللُّجَيْن" إيمانا منَّا في مركز فاعلون بأنَّ النشر العلميّ الأكاديمي يُمثِّل أهم وظيفة تضطلع بها الجامعات لما يُحققه من تواصل علمي بين الباحثين، وتسريع لوتيرة تبادل العلوم والمعارف وانتشارها بينهم بشكل يتناسب وطبيعة العصر الذي صار يفرض على الباحثين في مختلف التخصصات العلمية الاستثمار المعرفي في ذواتهم لتطوير قدراتهم في مجال البحث العلمي، وإنتاج المعرفة.
ونظرا للدور الفعّال الذي صارت تؤديه المجلات العلمية المحكمة في مجال البحث العلمي؛ كونها تمثل وسيلة مهمة للتسويق العلمي للبحوث العلمية والأكاديمية جاءت مجلة "اللُّجَيْن" مشتقة من معدن الفضَّة الخالص لتكون مولودا جديدا في سماء النشر العلمي يضاف إلى كوكبة المجلات العلمية الدولية المحكمة التي تُعنى بنشر البحوث العلمية في الأدب، والنقد، والدراسات اللسانية، يصدرها مركز فاعلون للبحث في الأنثروبولوجيا، والعلوم الاجتماعية، والإنسانية كل ستة أشهر.
وإذْ نُقدِّم العدد الأول من مجلة "اللُّجَيْن" بهذا الشكل، فإننا نسعى بأمانة علمية، وبإتقان فنِّي إلى نشر الإسهامات العلمية للباحثين من داخل الوطن وخارجه من خلال توفير وعاء جديد للنشر يلبي حاجاتهم العلمية، وتطلعاتهم البحثية، لذلك فإن دعوة النشر في المجلة تبقى قائمة ومتجددة للباحثين منذ إصدار هذا العدد وفق الطريقة المبيَّنة، وشروط النشر المنصوص عليها.
ختاما أتوجه بالشكر الجزيل إلى مركز فاعلون الذي منحنا فرصة الإشراف على هذه المجلة العلمية المحكمة التي نسأل الله - تعالى - أن نُوفَّق في الإشراف عليها وتسييرها لتكون نبراسا منيرا يعكس على صفحاتها بأمانة علمية، وبإتقان فنِّي إسهامات الباحثين العلمية، فتشارك بفعالية وإيجابية في إثراء حركة البحث العلمي في مجال اللغة واللسانيات، والدراسات الأدبية والنقدية .
والله من وراء القصد.
رئيس التحرير
د.عادل بوديار

يتناول البحث تعبيرات (يجري مجرى، بمنزلة، يحل محل) التي استعملها النحاة القدماء في عرضهم للقضايا النحوية والصرفية في تأليفهم النحوي، ويأتي هذا البحث ساعيا لبيان مقاصد النحاة ومنهجيتهم في ذلك الاستعمال من واقع نصوص كتاب المقتضب لأبي العباس المبرد (285هـ)، وقد اتبع الباحث في سبيل ذلك المنهج الوصفي مستخدما التحليل فضلا عن أداة الإحصاء، وقد بدأ البحث بتساؤلاتٍ يسعى إلى الإجابة عنها ثم أردفها بقراءة إحصائية مجملة لجميع التعبيرات المقترحة في كتاب المقتضب، ثم انتُخبت بعض المواطن والقضايا ممثلة لكل تعبير، وتم الكشف عن معانيها اعتمادا على السياق، ثم خلصت الدراسة إلى مقاربة بين التعبيرات وفق استعمال المبرد في كتابه، وهذه المقاربة هي نتائج البحث.

‫ادئ‬ principes ‫والمفاهيم‬ ‫السائدة؛‬ notions ‫كة‬ ‫المشي‬ ‫أو‬ ‫ة‬ َّ ‫العام‬ ‫ج‬ َ ‫ج‬ ُ ‫والح‬ ‫الشائعة‬ lieux généraux ou communs . ‫ة‬ ِ ‫المتعارض‬ ‫األطروحة‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫توضيح‬ ‫من‬ ‫هنا‬ ‫أتمكن‬ ‫أن‬ ‫وآمل‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ، ‫ي‬ ‫ن‬ ‫الفلسف‬ ‫التقليد‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫السائدة‬ ‫اعم‬ ‫المز‬ ‫اغلب‬ ‫مع‬ ‫كبي‬ ‫حد‬ ‫إىل‬ ‫اع‬ ‫بأطروحة‬ ‫ليست‬ ‫ال‬ ‫عىل‬ ‫بل‬ . ‫تباطية‬ ‫أطروحة‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ، ً ‫تماما‬ ‫عكس‬ ‫محاولتها‬ ‫وأن‬ ‫عرصنا؛‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫الفكري‬ ‫المناخ‬ ‫مع‬ ً ‫تماما‬ ‫متوافقة‬ ‫المتم‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ثلة‬ ‫ستضمن‬ ‫إنما‬ ‫والبالغة‬ ‫الفلسفة‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫العالقة‬ ‫إعادة‬ ‫مكانة‬ ‫أخرى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫وستحفظ‬ ‫جهة؛‬ ‫من‬ ‫الفلسفة‬ ‫خصوصية‬ ‫العا‬ ‫ج‬ َ ‫ج‬ ُ ‫الح‬ ‫لمفهوم‬ ‫االعتبار‬ ‫إعادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ . ‫البالغة‬ ‫ة‬ َّ ‫م‬ ‫تم‬ ‫باعتبارها‬ ‫إنسانية‬ ‫فلسفة‬ ‫لكل‬ ‫واالنطالق‬ ‫االرتكاز‬ ‫نقطة‬ ‫ثل‬ . ‫ممكنة‬ ‫إىل‬ ‫نشي‬ ‫أن‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ينبىع‬ ‫البدء،‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫الق‬ ‫أن‬ ‫امتالك‬ ‫لنفسه‬ ‫يزعم‬ ‫الذي‬ ‫ول‬ ‫المفعول‬ ّ ‫ساري‬ ‫جواب‬ valable ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ما‬ : ‫سؤال‬ ‫عن‬ ‫ي‬ ‫وكىل‬ ً ‫ومتضمنا‬ ً ‫دوغمائيا‬ ً ‫جوابا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫له‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫؟‬ ‫الفلسفة‬ ‫أيضا‬ ‫كبي‬ ‫قصور‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫مدار‬ ‫عىل‬ ‫ألنه‬ . ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ينبت‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ـخ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫لتاري‬ ‫أساس‬ ‫عىل‬ ‫إال‬ ‫ذلك،‬ ‫فيها‬ ‫يجري‬ ‫مرة‬ ‫كل‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫الفلسفة‬ ‫تعريف‬ ‫وإع‬ ‫تفضيل‬ َ ‫ج‬ ُ ‫ح‬ ‫الء‬ ‫معينة‬ ‫فلسفية‬ ‫أنظمة‬ ‫بأنساق‬ ‫ة‬ ّ ‫خاص‬ ‫ج‬ . ‫لها‬ ‫ة‬ ِ ‫المعارض‬ ‫ج‬ َ ‫ج‬ ُ ‫الح‬ ‫من‬ ّ ‫والحط‬ ‫االستبعاد‬ ‫مقابل‬ -‫واللوغوس‬ ‫األسطورة‬ ‫جدل‬ : ‫والوجود‬ ‫الكينونة‬ ‫إشكالية‬ ‫الشهي‬ ‫مؤلفه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫إىل‬ ‫األسطورة‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫للوغوس‬ Vom Mythos zum Logos ( 1 ،) ‫ستل‬ ِ ‫ن‬ ‫فيلهلم‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫األلمان‬ ‫ي‬ ‫الفيلولوج‬ ‫عرض‬ ( 1865 -1959 ) ‫ال‬ ‫لتلك‬ ‫الفلسفة‬ ‫والدة‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫أشار‬ ‫عندما‬ ‫قضية‬ ‫الصائبة‬ / ‫ة‬ ّ ‫الحق‬ ‫المعرفة‬ ‫بأسم‬ ‫جاءت‬ ‫اإلغريق‬ ‫عند‬ ‫والعقالنية‬ ‫والموضوعية‬ rationnelle ‫للكينونة‬ l'être ‫بمثابة‬ ‫والطبيعة،‬ ‫هيمنة‬ ‫تجاه‬ ‫فعل‬ ‫رد‬ ‫الخطاب‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وال‬ ‫التقليدي‬ ‫األسطوري‬ ‫الدين‬ ‫بمتناقضات‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫المىل‬ ‫العام‬ ‫أي‬ ‫ر‬ ‫الصال‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫اليونان‬ ‫منها‬ ‫حة‬ ‫إىل‬ ‫االستناد‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ . ‫والطالحة‬ ‫ومظاهره‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫حقيقة‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫القائم‬ ‫التعارض‬ apparences ‫؛‬ ‫صورة‬ ‫تقديم‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫نجحوا‬ ‫أنهم‬ ‫الفالسفة‬ ‫زعم‬ ‫أي،‬ ‫الر‬ ‫مع‬ ‫والمعرفة‬ ‫الكون‬ ‫عن‬ ‫و‬ ‫العقل‬ ‫عىل‬ ‫ترتكز‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫مقابل‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫لها‬ ‫يمكن‬ ‫الحياة‬ ‫تقود‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫الحكمة‬ ‫لبناء‬ ‫قاعدة‬ ‫تؤسس‬ ‫اإلنساني‬ ‫ا‬ ‫نحو‬ ‫ة‬ . ‫والسعادة‬ ‫لفضيلة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫بالفالسفة‬ ‫نعتهم‬ ‫الفيثاغوريون‬ ‫فيه‬ َّ ‫ن‬ ‫تبت‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫وف‬ ( ‫ي‬ ‫اإليىل‬ ‫زينون‬ ‫كان‬ ، ‫ي‬ ‫اط‬ ‫السقر‬ ‫ماقبل‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫اليونان‬ ‫الفكر‬ ‫بواكي‬ 490 -430 ‫قد‬ ) . ‫م‬ . ‫ق‬ ‫صي‬ ‫إكمال‬ ‫عىل‬ ‫شارف‬ ‫أطلق‬ ‫الذي‬ ‫اسه‬ ‫كر‬ ‫اغة‬ ‫الفالسفة‬ ‫ضد‬ : ‫عليه‬ Contre les philosophes ‫وذلك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫لتحدي‬ ‫منه‬ ‫ي‬ ‫سىع‬ ‫ن‬ ‫معت‬ ‫د‬ ‫مماثلة‬ ‫جرى‬ ‫بعدما‬ ‫الفيلسوف‬ ‫مفهوم‬ ‫المفهوم‬ ‫هذا‬ -‫الفيلسوف‬ ‫أي‬ -‫وينسحب‬ ‫ليمتد‬ ‫الفيثاغوري‬ ‫مع‬ ( ‫فيثاغورس‬ ‫الفيلسوف‬ ‫أتباع‬ ‫عىل‬ ‫فقط‬ ‫ليس‬ 580-495 ) . ‫م‬ . ‫ق‬ ‫خصومه‬ ‫وعىل‬ ‫بل‬ ‫وبعد‬ ‫وهكذا،‬ . ‫كذلك‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫مطولة‬ ‫نقاشات‬ ‫كل‬ ‫عىل‬ ‫الفيلسوف‬ ‫لقب‬ ‫طلق‬ ُ ‫ي‬ ‫صار‬ ‫آنذاك،‬ ‫الفكرية‬ ‫المدارس‬ ‫قا‬ ‫يكون‬ ْ ‫من‬ ‫بو‬ ً ‫ا‬ ‫در‬ ‫اللوغوس‬ ‫اسطة‬ Logos ‫بوصفه‬ ‫العقل‬ =( ‫التأمل‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ ‫المطلقة،‬ ‫والمثل‬ ‫الحقائق‬ ‫لمجمل‬ ‫الحامل‬ ‫تلو‬ ‫الواحدة‬ ‫الحقائق‬ ‫تلك‬ ‫اك‬ ‫إدر‬ ‫إىل‬ ‫اإلنسان‬ ‫يصل‬ ‫ي‬ ‫العقىل‬ ‫هذ‬ . ‫األخرى‬ ‫ا‬ ‫لمفهوم‬ ‫ن‬ ‫المعت‬ ‫ا‬ ‫خالل‬ ‫السائد‬ ‫هو‬ ‫كان‬ ‫للوغوس‬ ‫األسئلة‬ ‫جميع‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫التأمل‬ ‫عىل‬ ) . ‫م‬ . ‫م‬ . ً ‫تحديدا‬ ‫ة‬ ‫الفي‬ ‫تلك‬ ‫الج‬ ‫ا‬ ‫وهرية‬ ‫؛‬ ‫والش‬ ‫الخي‬ ‫اإلنسان؛‬ ‫الطبيعة؛‬ ‫بالكينونة؛‬ ‫لمتعلقة‬ ‫المدينة‬ ‫داخل‬ ‫الفرد‬ ‫قيمة‬ ‫المقدسة؛‬ ‫باآللهة‬ ‫اإلنسان‬ ‫عالقة‬ la cité ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫والتقليد‬ ‫العقل‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫الجدلية‬ ‫العالقة‬ ‫؛‬ ، ‫ن‬ ‫القواني‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫تش‬ ‫قواعد‬ ‫إىل‬ ‫تستند‬ ‫لمعرفة‬ ً ‫موضوعا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫يمكن‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫وكل‬ ‫ظهرت‬ ‫لذلك،‬ ً ‫وتبعا‬ . ‫عقالنية‬ ‫تدريجي‬ ‫تخصصية‬ ً ‫علوما‬ ً ‫ا‬ ‫بعدها‬ ‫ي‬ ‫لتأن‬ ‫مقدمتها،‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ة‬ َ ‫اض‬ َ ‫ي‬ ِّ ‫الر‬ ‫علوم‬ ‫كانت‬ ‫مستقلة،‬ ‫والمجتمعة‬ ‫السبعة‬ ‫الفنون‬ ‫من‬ ‫المتكونة‬ ‫األخرى‬ ‫التخصصات‬ ‫كودري‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ڨ‬ ‫يا‬ quadrivium =( ‫والهن‬ ‫الحساب‬ ‫علوم‬ ‫دسة‬ ‫م‬ ‫والموسيف‬ ‫والفلك‬ ‫وتري‬ ‫)؛‬ . ‫م‬ . ‫ڨ‬ ‫يا‬ trivium ‫حو‬ َّ ‫الن‬ ‫علوم‬ =( . ) . ‫م‬ . ‫م‬ ‫والجدل‬ ‫والبالغة‬ ‫وبينما‬ ‫ة‬ ‫ولفي‬ ‫معنية‬ ‫الفلسفة‬ ‫ستظل‬ ‫المختلفة،‬ ‫مظاهرها‬ ‫كافة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫الطبيعة‬ ‫اسة‬ ‫بدر‬ ‫طويلة‬ ‫زمنية‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ) . ‫م‬ . ‫م‬ ً ‫سابقا‬ ‫األوىل‬ ‫(الفلسفة‬ ‫يقيا‬ ‫ن‬ ‫الميتافي‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫سي‬ ‫ال‬ ً ‫علما‬ ‫كانت‬ ‫بالحكي‬ ‫إال‬ ‫يليق‬ ‫مع‬ ‫آخر‬ ً ‫مفهوما‬ ‫ستأخذ‬ ‫فقط،‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫المبادئ‬ ‫علم‬ ‫إىل‬ ‫لتشي‬ ‫يقيا‬ ‫ن‬ ‫الميتافي‬ ‫كتابه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫أرسطو‬ ‫ي‬ ‫وه‬ ‫وىل‬ ‫االنطولوجيا‬ ontologie ‫واىل‬ ‫موجود؛‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫الوجود‬ ‫علم‬ ‫أي‬ ( ‫ي‬ ‫اإللوه‬ ‫الوجود‬ ‫اسة‬ ‫در‬ ‫علم‬ ‫أي‬ ‫الثيولوجيا‬ Métaphysique, 982, 1026 . )

تتناول هذه الدراسة العلاقة القائمة بين اللسانيات والترجمة منذ القدم حتى العقد الأول من هذا القران. وتتستعرض وشائج القرب والبعد بين الاختصاصين منذ كانت اللسانيات تعرف بفقه اللغة إلى أن جاءات لسانيات المدونات في ايامنا هذه. وتشرح جهود المنظرين اللسانيين وتأثيرهم على ممارسة الترجمة والتنظير لها.وكيف تطور هذا  التنظير مقتربا من اللسانيات أو مبتعدا عنها.

لكل علم -أو اتجاه علمي-، غايات أساسية صاحبت النشأة وتقعيد القواعد، يقدم البحث تحليلا مقارنا لحالة تقعيد العلوم العربية التراثية وحالة التفكير في الاتجاه التداولي وتطوره، ويضع الباحث نموذجا للتحليل يشمل المناخ العام والدوافع الأساسية وأهم الإشكالات التي أرّقت الرواد، وأخيرا النتيجية العلمية التقعيدية.

تقودنا عملية المقابلة بين الحالتين إلى أن العلاقة بين العلوم التراثية العربية والاتجاه التداولي، هي علاقة البحث عن المعنى، لكنها انطلقت متأثرة بالسياق الذي نشأت فيه واختلاف الدوافع التي سادت في كل مرحلة، وتباين الإشكالات والحاجات التي شغلت المهتمين والباحثين والمفكرين.

إن أحد أهم الجوانب التي يظهر فيها ثراء اللغة العربية جانب الخصائص الاجتماعية (السوسيولوجية)، ومنها ذلك التنوع الكبير الذي تتضمنه العربية في باب الجنس/الجندر مثلاً تقسيماً إلى نوعين هما المذكر والمؤنث. إذ تخصص اللغة العربية عدداً من الأدوات للدلالة على جنس الأنثى ومنها النون الدالة على جموع الإناث (أو ما اصطلح عليه النحويون بنون النسوة) لتخصيص دلالة الفعل والضمائر بهنّ.
تهتم هذه الدراسة بما انتشر على ألسنة المثقفين السعوديين في الحواضر الكبرى (منطقتي الحجاز ونجد) من لغة صهرت العاميات الدنيا المتحدثة في الأرياف والقرى والمدن الصغرى بما يشبه مستوى اللغة الفصيحة، وذاعت على ألسنة الإعلاميين الشباب خاصة. إذ اختفت أو كادت أن تختفي تلك الميزة الفصيحة الدقيقة الدالة على جموع الإناث في هذا الخطاب ليس من باب التعميم فقط بل حتى في مخاطبة النساء مباشرة، وشكّل ذلك ظاهرة لغوية ملحوظة في الأوساط المثقفة المختلفة، استحقت الفحص والنظر.
وتكشف النتائج التي توصلت إليها الدراسة التحليلية تأكيد تلك الفرضية، حيث تشير الاستخدامات اللغوية ـ التي تشكل دلالة إحصائية في الخطاب محل الدراسة ـ إلى أن ثمة نزوعاً لإهمال نون النسوة في الخطاب الثقافي العام من المتحدثين والمتحدثات بلغة المثقفين على السواء حتى من قِبل الأكاديميين والمهتمين باللغة العربية أنفسهم. وتُستبدل الأدوات اللغوية الدالة على التذكير بالنون الدالة على الإناث بحسب نتائج الدراسة في هذا الخطاب تحديداً، وهي مفارقة لغوية اجتماعية مهمة. وتناقش الدراسة هذه الظاهرة وتجلياتها وما يمكن أن تؤول إليه في مقاربة ضمن ميدان اللغويات الاجتماعية

Arabic language embodies several sociolinguistic features. Given that the modern standard Arabic (MSA) provides specific gender characteristics, in which males and females are signaled, Arabic designates a number of attributes to indicate females such as 'Noon Anniswah' (the noon of females). In theory as well as in practice, 'Noon Anniswah' specifies that pronouns and verbs are meant to denote females. As Arabic is spoken in different social levels, creating a linguistic phenomenon known as diglossia, this study endeavors to analyze the language of well-educated Saudi people (males and females). Particularly, it is interested in the level of Arabic language within urban areas such as greater Riyadh and Hijaz which comes near to the MSA.
It was hypothesized that 'Noon Anniswah' is gradually disappearing in media, academic and other contexts. Results of this analytical study confirmed that the hypothesis is true. Statistically, the linguistic practice of such discourse showed a quite sharp inclination to abandoning 'Noon Anniswah' in general. Whether by female or male speakers and whether by academics, 'Noon Anniswah' is disregarded in speech. The present study also showed that male linguistic features are employed instead of the abandoned female features, which seems a rather paradoxical sociolinguistic practice.

تقديم
استنوار الواقع La mise en lumière
***
بقلم: عبد الرحيم العطري
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط
***
تعلمنا الهيرمينوطيقا درسين على الأقل وهما فن الفهم وفن الإصغاء، أي أن نفهم الوقائع والأشياء، كما هي، وكما تحولت وتحورت في الأزمنة والأمكنة، إلى أن وصلت إلينا على هذا النحو أو ذاك، وأن نُصيخ السمع لمختلف الترددات والتواترات والتناصات التي مارستها في تاريخها الطويل، هو ما يتطلب مجهودا إحاليا effort référentiel يعيد تركيب قطع البوزل Puzzle، ويضع كل جزء في خانته الدلالية، لأجل تحقيق اكتمالية المعنى وبلوغ "معنى المعنى".
إن ما يهم في دراسة المجال والإنسان، وفي مستويات قيمية وتربوية رَامِزَةٍ بالأساس، ليس البحث، وحسب، عن معنى الوقائع والأشياء التي تعتمل في المجتمع، ولكن الأهم والاستراتيجي، ومن مقترب النقد المنفتح، هو البحث عن "معنى المعنى"، أي الوصول إلى "الطابق التحت أرضي" sous sol الذي يختفي عن الناظر والنظر. فهناك تقيم الأساسات التي تشيد البناء الثقافي/الرمزي لذات الوقائع والأشياء، وهناك يختفى المسكوت عنه واللامصرح به. فما يوجد وراء الكواليس وفي الأقبية المظلمة، هو الجدير بالبحث، وليس ما يعرض للعموم أمام خشبة العرض، مع الإقرار بأهمية المعروض والمعلن والمصرح به، كعتبات قرائية وتأسيسية للنقد المنفتح.
طبعا تشترك الأعمال البحثية، ومهما كان انتماؤها المعرفي، في هدفية واحدة، وهي إزاحة الغموض وإنتاج المعنى، كشفاً وبناءً، فلا بد من كشف البنيات العميقة التي تَنْوَجِدُ خلف الظاهر، وتبرر منطق الإسرار والإلغاز الذي يميز النصوص المجتمعية، وبذلك يتأتى إعمال فكرة إزاحة الغموض و"استنوار" الحجب والإظلام الذي يكتنف الوقائع والأشياء، وذلك عبر المزيد من التساؤل النقدي حول مجالات التربية والتعليم والقيم  وامتداداتها المجتمعية. وهو ما تنتصر له مجلة "كراسات تربوية" بمزيد من الحرفية والإبداعية، وبتفان تام واجتهاد متواصل لمديرها الأستاذ الصديق الصادقي العماري.
إن هذا العدد الجديد من "كراسات تربوية" الذي تقترحه هيئة التحرير على القراء الأعزاء، يسير في اتجاه "التنوير المعرفي"، توكيدا لضرورة فتح "نقاشات" مستفيضة بصدد "المسألة التربوية/التعليمية"، أملا في تجاوز حالات من "الاستعصاء" و"عسر المعنى". فلا سبيل لإعادة كتابة تاريخ النسق، إلا بمجهود معرفي تتدخل فيه كافة الحقول العلمية، على درب الاستنوار والفهم والتأويل.
ثمة تعالقات خفية وعلنية بين النصوص المجتمعية التي نشتغل عليها، وهي التعالقات التي عبرنا عنها في أكثر من مناسبة بالتناص الاجتماعي، وعليه فإن العبور إلى النص المجتمعي، دينيا كان أو سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا، لا ينبغي أن يهمل هذا التعالق، وأن ينشغل ببحث وتفكيك الارتباطات والحوارات والتفاوضيات الجارية بلا انقطاع عن العناصر والفواعل والعوامل المشكلة لذات النصوص. ذلك أن البنيات والبنيات المضادة، في صغرها أو كبرها، تعمل على إنتاج الصمت بدل الكلام، حيث تجنح إلى الرمز والإشارة بدلا من التصريح والإعلان، ولهذا يتحدد المسعى البحثي للناقد التأسيسي في الانهمام بما تقوله "الصورة" وما تصمت عنه قصدا وعفوا.
السياق كفيل بإنتاج المعنى، ولا شيء خارج السياق، والواقعة التربوية/التعليمية/القيمية، في صغرها وكبرها، يتحدد معناها بالسياقات التي تتحرك فيها، ولهذا يتوجب الانتباه إلى "فعالية" السياقية contextualité في النقد التأسيسي والفهم التأويلي والنحت المعرفي، كمسالك مركزية في النقد المنفتح. فالنص، أي نص، يستمد معناه ومبناه من السياق الدائر فيه، كما أن ذات السياق الذي يشكل الأبنية والأفضية والوقائع والأشياء، هو بدوره نتاج تراكمي لهذه النصوص الصغرى التي تتأثر به وتتفاعل فيه، فالجزء من الكل، والكل من الجزء أيضا، ثمة حوار وتفاوض مستمرين بين النص وسياقه فعلا وتفاعلا وانفعالا.
إن ما نقترحه في هذا الباب هو تفكير في الرمزي من خلال المجتمع، وتفكير في المجتمع من خلال الرمزي، وهو ما يؤمن للباحث عن المعنى، حركة تعددية المسالك، تسمح بتغيير زوايا النظر، للتفكير في النصوص من داخلها وخارجها، وانطلاقا منها ورجوعا إليها، ما يثمر في النهاية "تأويلا خلاقا" interprétation créatrice بتعبير بول ريكور.
ولهذا لا يسعنا في الختام، إلا تجديد خالص الشكر والتقدير إلى مدير ورئيس تحرير المجلة، وكافة أعضاء لجنتها العلمية وهيئتها التحريرية، وكل المساهمين في إغناء هذا العدد بحثا واستشكالا واستنوارا، فإلى الباحثات والباحثين الذين أهدونا هذه المقالات الغنية، وافر الشكر وعظيم الامتنان.
والله الموفق.
عبد الرحيم العطري

يسعى هذا المقال إلى رصد التطور الذي طرأ علىالبنية الصوتية للغة العربية من العصر الجاهلي إلى القرآن الكريم، ودلك من خلال فحص نصّيْن؛ الأوّل قصيدة لامرئ القيس عن الموت وجدوى الحياة، والثاني سور: الطارق، التين، التكاثر.
والسؤال الأساس الذي يطرح بعد رصد التطوّر الصوتيّ هو: ما هي المسارات الجديدة التي فُتِحَت للغّة العربية بسبب ما أحدثته لغة القرآن الكريم  من تطوّر في بنيتها الصوتيّة التي كانت في الشعر الجاهلي ؟

عرف القرن العشرين تطورًا استثنائيًا في أساليب التلاعب بالجماهير. وكانت لغة السياسة الميدان الأبرز لممارسة التضليل والخداع. وقد قدم الفيلسوف الألماني هربرت ماركيوز مقاربة نقدية للتواصل العام في المجتمعات المعاصرة؛ خاصة في كتابيه "الإنسان ذو البعد الواحد"، و"نحو التحرر". غير أنه لم يؤطر نقده للخطاب السياسي في نسق واضع، ولم ينظر لكثير من أجراءات التلاعب والتضليل التي انتقد أمثلة منها. وقد حاولت دراسة "عالم الإنشاء المغلق: ماركيوز ونقد لغة السياسة" أن تضع التبصرات والأراء والتعليقات المتناثرة عند ماركيوز في نسق ورؤية واضحة في نقد لغة السياسة. وكان حافز الدراسة أن الخطابات السياسية في عالمنا الراهن، ما تزال تتوسل بأدوات التلاعب التي فضحها ماركيوز في محاولتها الدؤوبة للسيطرة على عقل الجماهير.

هناك علاقة قوية بين الخطاب والسلطة، ولم يعد يُنظر إلى اللغة والدراسات المرتبطة بها على أنها مجرد وسيط، لكنها بحسب فيركلف “شهدت نموا هائلا من حيث المهام الملقاة على عاتقها، ومن حيث النطاق الواسع لأنواع اللغة، ومن حيث تعقيد الطاقات اللغوية المتوقعة من المواطن الحديث”[1]، هذه اللغة تمثل لنا مجالا خصبا تتجلى فيه تصورات السلطة وتصورات منتجي خطاب السلطة.

في هذا البحث نتتبع الاستخدام الواسع لكلمة “وجّه” أو “يوجّه” مسندة إلى “السيسي”، وهي كلمة متداولة وليست غريبة عن حياة الناس اليومية، لكنها لا تتمتع بصفة رسمية إدارية أو قانونية أو دستورية تناسب منصب رأس السلطة التنفيذية في مصر مثل كلمة أمر أو أصدر قرارا أو كلّف، كما أنها أًصبحت تستخدم بشكل مباشر وعلى نطاق واسع في الإعلام المصري مسندة إلى السيسي، ويتم تلقفها كأنها توازي دلالة الأمر والإلزام -مع أن أصل الكلمة لا يحمل هذه الدلالة الملزمة-، كما أن هذا الاستخدام لم يكن معهودا بهذا الشكل والقصد في عهود من سبقوه، خاصة حسني مبارك.

يحاول البحث الإجابة عن سؤال رئيس:
ما أسباب تكرار استخدام الفعل “وَجّهَ” أو “يوجّه” -في إطار رسمي ملزم- على نطاق واسع في الإعلام المصري؟ وكيف يمكن للدراسات التداولية أن تمدنا بتفسيرات ملائمة؟

إعلان

المؤتمر الدولي الثالث حول القضايا الراهنة للغات، اللهجات و علم اللغة
(31 يناير و 1 فبرایر2019/ ایران-الأهواز)

ندعو جميع الباحثين و الأكاديميين لتقدیم ابحاثهم باحدی اللغات التالیة: العربیة، الفارسیة و الإنجلیزیة.

لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة موقعنا:
WWW.LLLD.IR

الخدمات المجانية لغیر الإيرانيين(اختیاریاً)

أ) الاقامة و الإسکان مجاناً: يتم توفير الإقامة المجانية للمشاركين غير الإيرانيين وفقًا للشروط التالية ((1)تکون الإقامة عباره عن غرفه لکل اربع اشخاص في صالة نوم مشتركة أو دار الضيافة.(2) تکون الإقامة لمدة أربع ليال فی ایام الأربعاء، الخميس، الجمعة، و السبت (30 و 31 ینایر، 1و2  فبرایر 2019)).

ب) خدمة النقل المجانیة: يتم توفير جميع خدمات النقل من المطار إلى مكان الإقامة ومن مكان الإقامة إلى مكان انعقاد المؤتمر و بالعكس مجانًا.

ج) سفرة سياحية مجاناً: سفرة سياحية مجاناً في خوزستان(شوشتر، ...)، فی یوم السبت، 2 فبرایر2019لمقدمی المقالات (لکل مقال شخصاً واحداً).

د) الطعام مجاناً: الطعام مجاناً(الغداء، والعشاء) خلال یومین الخميس و الجمعة (31 ینایر و 1  فبرایر 2019).

ه) خدمات مجانية اخری.
في السنة الماضية وصل للجنه المؤتمر مقالات من اکثر 30 دولة (و ذلک من كندا ، فرنسا ، كرواتيا ، بلغاريا ، تايوان ، أرمينيا ، عمان ، البحرين ، العراق ، الولايات المتحدة). و قد تم طبع و نشر هذه المقالات فی داخل و خارج ایران عن دور النشر العالمية المعروفة (و من بینها الأمازون-www.amazon.com).

رقم الهاتف: (+98) 61-3293- 1199
رقم الفاکس: (+98) 61-3293-1198
رقم للتواصل علی الواتس اب:: ( +98) 916-508-8772   
البريد اﻹﻟﮑﺘﺮوﻧﻲ: [email protected]
یرجی نشرها.

يعمل مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربيّة في الرياض على إنجاز  مشروعي "دليل "أساتذة" اللغة العربيّة في تركيا"و"دليل "أقسام" اللغة العربيّة في تركيا"، على النحو الآتي:
1-يجمع دليل"أساتذة" اللغة العربيّة في تركيا" السيَـر الذاتيّة لجميع مدرّسي العربيّة من العرب والأتراك في كليات الإلهيات والعلوم الإسلاميّة والآداب والتربية والترجمة والمعاهد الخاصّة في تركيّا وفق نموذج معيّن.
2-يجمع دليل "أقسام" اللغة العربيّة في تركيا" السيّـر الذاتيّة لجميع أقسام اللغة العربيّة في الجامعات الحكوميّة والأهليّة والمعاهد والمؤسسات وفق نموذج معيّن.
نرجو من سعادتكم تعبئة النموذجين الـمُرفقين وإعادة إرسالهما مجددا على البريد الإلكتروني
قبل تاريخ 15/10/

The study aims to highlight the relationship between languages and their users, in order to achieve results related to the linguistic diversity in Senegal, while demonstrating the assimilation obtained either from foreign languages at the expense of national / local languages, or at the expense of foreign languages. Depending on the region. It will also show that urban population such as Dakar dominate their linguistic identities by using French vocabulary, as an expression of the cultural level or highlighting the status of their civilization and the modernity of their language, while the people of remote countryside/villages are dominated by the character of dissociation from foreign languages and their communication is noticeably based on local languages, whether In wolof or other national languages. The study also aims to uncover the identity conflict between the French language and the Arabic language, and that the conflict between them contributed directly to the formation of identities on individuals. Administratively, socially, religiously and intellectually, and even in the political sphere.

Keywords: Multilingualism, linguistic diversity, linguistic comprehension, ideology, identity, linguistic politics, linguistic planning, identity clashes, local languages, foreign languages, sociolinguistics, imposing language.


الملخّص بالعربيّة:

تهدف الدراسة إلى استظهار العلاقة القائمة بين اللغات ومتداولينها، لتحقيق نتائج تتعلق بالتنوع اللغويّ في السنغال، مع بيان الاستيعاب الحاصل إما من اللغات الأجنبية على حساب اللغات الوطنية/ المحلية، أو على حساب اللغات الأجنبية؛ كل على حسب المنطقة. كما ستبين أن سكان الحضر مثل دكار تهيمن على هوياتهم اللغوية استخدام الألفاظ الفرنسية، تعبيرا عن المستوى الثقافيّ أو الإبراز عن مكانة تحضّرهم وحداثة لغتهم، بينما يُهيمن على أهل الأرياف/ القرى النائية طابعُ التسلخ عن اللغات الأجنبيّة كما يقوم تواصلُهم بشكل ملفت على اللغات المحليّة، سواء بالولوف أو بغيره من اللغات الوطنيّة.  كذلك تهدف الدراسة أيضا إلى كشف الصراع الهوياتيّ ما بين اللغة الفرنسيّة واللغة العربيّة، وأن الصراع بينهما ساهم بشكل مباشر على تشكيل هويات على الأفراد؛ إداريّا واجتماعيّا ودينيّا وفكريّا، وحتى في المجال سياسيّ.

الكلمات المفتاحيّة: التعددية اللغوية، التنوع اللغويّ، الاستيعاب اللغويّ، الفكرانية، الهوية، السياسة اللغوية، التخطيط اللغويّ، صراع الهويات، اللغات المحلية، اللغات الأجنبية، اللسانيات الاجتماعية، فرض اللغة.

تطرقت هذه الورقة البحثية إلى ظاهرة الحذف باعتبارها آلية من آليات الاتساق النصي التي يستعان بها لتأدية ــ رفقة غيرها ــ دور الرابط الظاهر/ الخفي الذي يمنح النص نوعا من الترابط والتماسك على مستوى بنيته السطحية. وقد اتخذت هذه الورقة من رسالة الجد والهزل للجاحظ مدونة تطبيقية تمثل بنصوصها.
وقد تأسست ورقتنا البحثية هذه على ركنين أساسين أولهما نظري تأسيسي، يذكر بأهم التصورات النظرية المتصلة بالحذف الاتساقي وأنواعه، وأما ثانيهما فتطبيقي حاول النفاذ إلى بنية الرسالة، وتلمس اشتغال الحذف الاتسافي بين نصوصها، وتجلية أنماط هذا الحذف.

In this research, I will present the linguistic theory project that had been developed by a group of researchers - leaded by Louis Hjelmslev (1899-1965) – from Danish universities like Aarhus and Copenhagen, and that was called “Glossematics”. My problematic turns fundamentally around this question: what are the most pertinent terms of this theory, in which scientific context they had been conceived and what is their theoretical and practical value? Then, I will analyse a secondary question concerning the reception of this theory by Arab researchers and translators. My approach method is limited by the investigation of Danish researchers’ literature under an epistemological eye. Afterwards, I will present and comment some Arabic texts dealing with this theory.
Keywords: Glossematics - Hjelmslev - Linguistics - Copenhagen Circle - Language theory - Structuralism.

شهد التعريف المصطلحي في القرن الرابع الهجري حِراكًا علميًّا شارك فيه علماء النحو واللغة، فكان ابن عصفور في كتابه "المقرّب" أحد العلماء الذي كرّسوا جهدًا، يستحق الإمعان، في عملية صناعة التعريف الذي تنوّعت تقنيّاته عند هذا العالم. فهنا تكمن أهمية هذه الدراسة التي تقف بعد استقرائها كتاب "المقرّب" على الجهد الذي قدّمه ابن عصفور في عملية التعريف المصطلحي. فالهدف الأبرز وراء هذه الدراسة هو تحديد منهجيّة ابن عصفور في عملية التعريف بالمصطلحات، وتتبع التقنيات المستعملة في عملية شرح المفاهيم. واستُعمل المنهج الوصفي القائم على قراءة التعريفات وتحليلها ثم تصنيفها باستخراج التقنيات المستعملة. وينتهي البحث إلى نتائج من أهمها: التأكيد على أهمية التعريفات وإدراك العلماء العرب لهذه الأهمية، ومنهم ابن عصفور الذي مثّل المرحلة المنطقية في التعريفات النحوية. تعدّد صور التعريف عند ابن عصفور بتعدد التقنيات المستخدمة، واستعماله أكثر من تقنيةٍ واحدة في التعريف الواحد، بحسب الحاجة إلى إيضاح التصوّر عند المتلقي. شيوع تقنية التعريف بالوظيفة عند ابن عصفور تأكيدٌ على إدراك ارتباط النحو بالوظيفة التي يؤدّيها لغويًّا.
كلمات مفتاحية: التعريفات، الحدود النحوية، المفهوم، التحديد، المعنى الاصطلاحي، المنطقية

المجموعة الأولى/ المقالات المقبولة/المؤتمر الدولی/الأهواز

تجد الملف مرافقا.
المجموعة الأولى / المقالات المقبولة المؤتمر الدولي السنوي الخامس حول القضايا الراهنة للغات، علم اللغة، الترجمة و الأدب
(3-2 فبرایر2021/ ایران-الأهواز)
WWW.LLLD.IR

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

إعلان المؤتمر الدولي السنوي الخامس/الأهواز


ندعو جميع الباحثين، الأكاديميين و الطلبة حول العالم للإسهام في هذا المؤتمر الدولی لتقدیم ابحاثهم العلمیة في مجالات المذکورة بإحدی اللغات التالیة: العربیة أو الإنجلیزیة. لمزید من المعلومات، ﯾرﺟﯽ زﯾﺎرة ﻣوﻗﻌﻧﺎ اﻹﻟﮐﺗروﻧﻲ .

في إشكاليّة الاستعمال المصطلحيّ، كتاب "الجمل في النّحو" المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره أنموذجًا
مدار هذه المباحثة على المصطلح النّحويّ في كتاب "الجمل في النّحو" المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيديّ (ت 175هـ)، والذي ينازعه، في تلك النسبة، ابن شقير (317هـ)، وابن خالويه (377هـ)، ليَقفَ فيها الباحثُ على إشكاليّة تتعلّق بالاستعمال المصطلحيّ في الكتاب.
ما يدفع إلى إجراء هذه المباحثة ما وجده الباحث من استعمال مصطلحيّ يُغاير المعهود عند بعض النّحاة القُدامى والمحدثين فيما نصّوا عليه من تغاير الاصطلاح لمدلول واحد، وعدّه من باب الترادف التّام، كعدّهم مصطلح "القطع" عند الكوفيين مرادفًا "الحال" عند البصريين، إضافة إلى الوقوف على مصطلحات جديدة، واستعمالات جديدة لمصطلحات معروفة.
في إطار دوافع البحث، ووفق الأسس العلميّة تأسست هذه المباحثة على مبحثين: المبحث الأوّل: في التّعدّد المصطلحيّ، استعمل فيه مؤلِّف الكتاب المصطلحين البصريّ والكوفيّ جنبًا إلى جنب؛ لتبيّن المباحثة أنَّ هذا التعدّد مَثَّل تغايُرًا وظيفيًّا في الاستعمال، في بعض المصطلحات، ومثَّل في أخرى استعمالًا مُرادفًا. المبحث الثاني: في التَّفردّ في الاصطلاح أو الاستعمال، فتكشف المباحثة عن صناعة مصطلحيّة عند المؤلف، وعن استعمال جديد في المدلول لمصطلحات مستعملة من قبل، وقد سبق هذين المبحثين مُقدّمة، وتلتهما خاتمة تُبرز أهمّ نتائج البحث.
  الكلمات المفتاحية: المصطلح النحويّ، الجمل في النّحو، الخليل بن أحمد، ابن شقير، ابن خالويه.

Abstract:
The Problematic Use of Syntactic Terms: A Case Study Of “Aljumal fi alnnahw”
This study analyzes the use of grammatical terms in Sentences in Syntax attributed to Al-Khalil bin Ahmed Al-Faraahidi (d. 175 e). Ibn Shuqair (317 e) and Ibn Khaalawayh (377 e) are controversially said to author this book as well. The researcher investigates the problematic use of terminology in the book.
The researcher has found out that the use of syntactic terms is different from the old and modern grammarians. They have observed that there is different signifier for the same sign, considering it as a complete synonymy. For example, the term "cutting" in Kufa is synonymous to that of "manner" in Busra. The research also explores other new terms and uses.
Methodologically, this study is based on two headings: The first one looks into the terminology pluralism, in which Al-Farahidi used the Kufian and Busrian terms side by side; to show that this plurality represented a functional variation in use in some terms and represented synonymy in other terms. The second heading focuses on the uniqueness of the terminology or use. The research reveals the terminology making of the author and a new use for the meanings of terms used before. Besides, the study has an introduction and a conclusion highlighting the most important research results.

Key words: Syntactic Terms, Aljumal fi alnnahw, Al-Khalil bin Ahmed Al-Faraahidi, Ibn Shuqair, Ibn Khaalawayh.

ستعرض هذا البحث :
1 . ظهور الدراسة اللسانیة على ید دو سوسیر، وتطور هذه الدراسة فی المراحل اللاحقة على ید المدرسة الأمریکیة ، والتی اقتصرت على الدراسة الشکلیة .
2. نشأة المدرسة التحویلیة التولیدیة التی أضافت إلى البنیة الشکلیة التفسیر أدى ذلک إلى ظهور ما یسمى بالمناهج الوظیفیة ، أی دراسة وظیفة اللغة فی المجتمع . ومن هنا ظهرت البراجماتیة اللغویة وتحلیل الخطاب وعلم اللغة الاجتماعی ونتج عن هذا الاهتمام بالسیاق الخارجی وبالمعانی الضمنیة فی النص .
3 . ظهور التأویل کعلم یتناول تفسیر النص فی ضوء الأسس الشکلیة والتفسیریة والمعانی الضمنیة ، بعدما کان منحصرا فی تفسیر أو تأویل النصوص الدینیة فقط . وهکذا تم الاهتمام بتأویل النص ثم دراسة تطور مراحل التأویل وآلیاته فی المراحل اللاحقة وصولا فی النهایة إلى الاهتمام بالمتلقی . فالتأویل یعتمد على المتلقی لأن المتلقی هو الذی یعید إنتاج معنى النص . ومن هنا نشأت نظریة التلقی - من أبرز ممثلیها یاوس وإیزر - التی فتحت أفقا جدیدا فی مجال التأویل. 
4 . أنتج إیزر اتجاها جدیدا – على عکس الاتجاهات الأخرى التی کانت ترى أن العلاقة بین النص والمتلقی تسیر فی اتجاه واحد – فرأى أن عملیة التلقی تسیر فی اتجاهین متبادلین ؛ من النص إلى المتلقی ، ومن المتلقی إلى النص . فبقدر ما یقدم النص للمتلقی ، یضفی المتلقی على النص أبعادا جدیدة ، قد لا یکون لها وجود فی النص .