Academia.eduAcademia.edu

أنماط الراوي ووظائفه في السرد العربي القديم

2019, أنماط الراوي ووظائفه في السرد العربي القديم

Abstract

هل بمقدرة السَّرد أن يتشكَّل في غيبة "الرَّاوي"؟ وهل بإمكان هذه المدونات التي تزعم مُضاهاتها للواقع أن تنتج دلالتها القَلِقة -المُتأرجِحة بين مستويات دلالية مُنضَّدة على نحو لا يحجب أحدُها الآخر- بمعزل عن سُلطة "الرَّاوي"؟ وهل يمكن للمُقاربات التحليلية السَّاعية إلى استكشاف مُستطَاع معنى النص وطاقاته التفسيرية إلا تُبْدي مُمَانعةً أمام محاولات إهمال أو تهميش أو تجاوز "الرَّاوي"؟ وهل ثمة إمكانية لاستيعاب اشتغال المُقتضيات السَّردية وتحقُقَاتها النصية دون إدراك للعلاقات والتفاعلات التي تقيمها مع "الرَّاوي"؟ وهل تزحزح "الرَّاوي" عن مكانته المميزة في المنجز السردي بفضل ما رشح عن خصوصية الحساسيات والمنعطفات الحاصلة في سيرورة الإبداع السردي؟ تستثير النصوص السردية –على اختلاف أنواعها– هذه الأسئلة وغيرها، وتستثير بمواكبتها أجوبةً مكتملةً وناقصةً يصعب ألا يكون "النفي" هو المُعطى الرئيس فيها، "نفي" يمتاح من وعي –راكمته النظرية السَّردية بما انطوت عليه من إبدالات معرفية وأدوات إجرائية- بأن إدراك المادة الحكائية هو إدراك غير مُباشر يقدِّمه وسيط تقني بين المُتلقي والعالم الحكائي، وأن العالم السردي لا يُقدَّم بشكل مُحايد بل عبر منظور ما يتحكّم في طبيعة العلاقات بين مكوناته. فعلى الرغم من تأثر تعاطي النظريات السردية مع "الرَّاوي" بتباين الخلفيات الفلسفية التي استرفدت منها مرتكزاتها التصورية في مساءلة النص وفهمه، فإن ثمة اتفاقًا ضمنيًا على المكانة الخاصة التي يحظى بها هذا المكون السردي، مما دفع مؤسسي النظرية السردية منذ وقت مبكر لمقاربة هذا العنصر المهم، ولتقديم أطروحاتهم الخاصة حول تمظهراته النصية المختلفة، وقيمه الوظيفية المتشعبة، وهي أطروحات تستند في جوهرها إلى الاشتغال على متون غربية المصدر والمظهر

Loading...

Loading Preview

Sorry, preview is currently unavailable. You can download the paper by clicking the button above.