Academia.eduAcademia.edu

إدماج الحراطين - كان

2014, دورية كان التاريخية - العدد 24

Abstract

يندرج العمل المقترح هنا ضمن مشروع يعيد النظر، بالمراجعة، في التقنيات المعتمدة في تحليل النص التاريخي، على المستوى الأكاديمي. إن الكتابة التاريخية العالمة تقوم بالضرورة على الوثيقة - ومن ضمنها النص التاريخي - لكن ورود هذه الوثيقة/ النص في هذه الكتابة يرد بطريقة مدمجة مع تصور أكبر هو تصور المؤرخ الذي يبتغي تقديمه لتحقيق مشروع عام (كتاب؛ دراسة؛ مقال...) تتداخل فيها النصوص والوثائق دونما حاجة إلى تحليلها بالطريقة التقليدية المعروفة. ولئن كانت طريقة تحليل النصوص التاريخية، التي يعلمها كل من امتهن الدرس التاريخي، في مستويات تعليمية دنيا (قد تمتد حتى الثانوي التأهيلي، أو السلك الأول من الإجازة الجامعية في التاريخ)، تجد تبريرها في ضعف مستوى الطلبة - وهو ضعف طبيعي لأنهم لم يتمرسوا بعد على الكتابة التاريخية العالمة - وبالتالي تقدم طريقة تحليل النص التاريخي نفسها على أساس التمفصلات الكلاسيكية المعلومة: تقديم النص؛ صاحب النص؛ إطاره الزماني والمكاني؛ فكرته الأساس؛ أفكاره/وحداته الكبرى؛ النقد الباطني ثم الخارجي.. فإن اعتماد هذه المسطرة عند كتابة عمل تاريخي أكاديمي تصبح غير ذي معنى، بالنظر إلى أن الأعمال في هذا المستوى تكون مطالبة بامتلاك قدرات كبيرة على مستوى التركيب والنقد؛ ومن ثم التحكم في كفايات تستوجب الممارسة الطويلة، أكيد، لكنها تستوجب الوعي بهذه الممارسة كمدخل أساس لتنزيلها. العمل المقترح هنا إذن يقدم نفسه ضمن هذا المشروع، وككل خطوات أولى عرجاء، فإنه قابل للقراءة، والقراءة الناقدة بالذات، إن لم يكن بنيّة الانخراط فيه، فعلى الأقل لملء بعض ثغراته.