Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 11... more Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 1184. 40 Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 1184.
تؤشِّر الزيادةُ الكمية والكيفية للندوات والمؤتمرات والمنتوجات البحثية التي تقارب مفهوم "الأمن الل... more تؤشِّر الزيادةُ الكمية والكيفية للندوات والمؤتمرات والمنتوجات البحثية التي تقارب مفهوم "الأمن اللغوي" إلى أن ثمة وعيًا عربيًا بأهمية الأمن اللغوي في سبيله إلى التشكُّل، وهو ما يفتح نافذة التفاؤل من نواح عدة أبرزها أنه يثبت تجاوُزنا مرحلة الواقع المشحون بمظاهر التباكي على وضع العربية والمتنبئ بمستقبلها الغامض والمبالغ، كذلك يبرهن أننا صرنا نتحلى بجسارةِ مُمارسةِ النقد الذاتيّ وإخضاعِ بعض ثوابتنا للمُساءلات التأمُّليّة المُنتِجة، ومُراجعتها بغية تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات غير مكتفين بالانكفاء على الذات أو الوقوع في أسر التعاطي مع آلياتٍ تحليلية مًمتاحة من ماضٍ مرغوب يشبعُ تطلُّعات آنية أو من واقعٍ افتراضيٍّ يؤول إلى ماضٍ مُلتبسٍ، ويكشف أيضًا عن إدراك مُتبصِّر بالعلاقة الضرورية بين الأمن القومي والأمن اللغوي في ضوء التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية وهويتها الآن حيث تتضارب المفاهيم والقيم والأنساق الثقافية بفضل مفهوم العولمة وما ولده من صراعات اتخذت من الغزو اللغوي أدوات توظفها كلُّ ثقافة بغية الانتصار في منازعاتها الضارية مع الثقافات الأخرى. يمكن الجزم أن هذا الوعي المأمول لن يتشكّل سوي بالالتفات إلى الطفل العربي وأمنه اللغوي، وأن الممارسات الإجرائية المترجمة لهذا الوعي ستظل غير فعالة ما لم تتوجه صوب الواقع اللغوي والتعبيري للطفل العربي وما يعتريه من نواقص وما يواجهه من تحديات. ويمثل كتاب“الرصيد اللغوي المسموع..قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناء على مدوّنة محوسبة" -الصادر في جزئيين-أحدث المنتوجات العلمية الجادة المعنية بلغة الطفل وما يتعالق بها من أمن لغوي- ذي نوازع آنية ومستقبلية- يتذرَّع العمل بأدوات العلم وإجراءاته المُستثمرة للطاقات الهائلة للثورة الرقمية ومكتسباتها، التي عمل عليها فريق بحثي -بقيادة د.محمود العشيري الأستاذ بجامعتي جورج تاون ودار العلوم- استطاع الانفتاح على المدارس العالمية في هذا السياق واستيعاب النظريات اللسانية الحديثة وفهمها وتطبيقها في مجال معالجة المشكلات التي تكتنف عملية الرصد والجمع والتصنيف ..إلخ وهو أمر لا غنى عنه باعتباره ممارسة يلجأ إليها كلُّ عقل يتغيَّا الارتقاءَ والتطور، دون أن يتحوَّل التحديث إلى حداثة مُستنسخة تستعير النتائج.
UNIVERSITY OF BUCHAREST CENTER FOR ARAB STUDIES , 2021
This study is part of an ambitious project that tends to raise awareness of the reality of teachi... more This study is part of an ambitious project that tends to raise awareness of the reality of teaching the Arabic language to non-native speakers in light of the boom brought about by applied linguistics in the field of language teaching and learning, especially with regard to employing the products of the technological revolution in ensuring the efficiency of acquiring foreign languages. The study moves along two parallel tracks that constitute its goal, and at the same time determine the procedural lines on which it will be based, the first track aims to approach the reality of learning Arabic via the Internet, and the second track seeks to contribute to reshaping this reality, while the research effort in the first part focuses on practice Analytical description of previous experiences, it turns in the second part to the analysis of an applied experiment. This study explores some of the challenges / problems / reasons surrounding the process of designing educational materials dedicated to self-learning Arabic, presenting the most prominent of these challenges, and turns in the context to some experiences, as well as a specific model based on providing visual educational materials for selflearners, explaining the pedagogical guidelines that Founded it, and the structural structure that was formed across it.
على الرغم من تسارع وتيرة الاهتمام بدراسة اللغة العربية لأسباب متعددة (دينية واجتماعية وسياسية واق... more على الرغم من تسارع وتيرة الاهتمام بدراسة اللغة العربية لأسباب متعددة (دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية)، وتزايد اهتمام المؤسسات الأكاديمية والخاصة بتدريس اللغة العربية خارج معاقلها التقليدية، وزيادة عدد المؤلفات الخاصة بتدريس العربية لغير الناطقين بها، على الرغم من هذا كله فإن الطلاب الأجانب الراغبين في تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات شتى. إن الوعي بأهمية الدراسة المنتظمة تحت إشراف معلم مؤهل لا يقصي لجوء فئة من الطلاب إلى التعلم الذاتي لأسباب كثيرة منها؛ عدم توافر الوقت للدراسة المنتظمة، أو عدم القدرة على دفع رسوم الالتحاق ببرامج تعلم العربية في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك ارتفاع تكلفة برامج الانغماس في المجتمعات العربية -التي لا تزال فكرة استضافة الأجنبي في البيت فكرة غريبة وغير مستحبة عند السواد الأعظم من أفراد هذه المجتمعات- فضلاً عن الظروف السياسية والأمنية الراهنة المضطربة في العديد من البلاد العربية التي كان تمثل بيئات جيدة لممارسة العربية للطالب الأجنبي. وبالإضافة لهذه الفئة من الطلاب –وللأسباب السابقة نفسها- فإن الطلاب النظاميين الملتحقين بعدد من برامج دراسة العربية في بلاد غير عربية يظلّون في حاجة إلى برامج مصممة خصيصًا للتعلم الذاتي، تدعم جهودهم في التعلم داخل قاعة الدرس، وتصقل موهبتهم في ممارسة اللغة، واختبار كفاءتهم في التعامل معها، خاصة أن عدد الساعات التي يمارسون فيها اللغة داخل الصف _باعتبار أن ممارسة اللغة خارج الصف في بلد غير عربي يعد أمرًا عسيرًا من واقع التجربة العملية_غير كافية كمًا وكيفًا لضمان تطور مستواهم بشكل سريع. وعلى الرغم من تنوع التحديات التي يواجهها الراغبون في تعلم العربية تعلمًا ذاتيًا فبإمكاننا اختزال هذه التحديات في عنصرين رئيسين أولهما عام وثانيهما أكثر تخصيصًا. 1- النقص الشديد في المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا. 2- النقص الشديد في المواد المرئية المصممة خصيصًا لطلاب المستوى A1 تبعا لتصنيف الإطار المرجعي الأوروبي مشترك للغات Common European Framework of Reference for Languages (CEFR)، وما نقصده بهذا العنصر تحديدًا أن بعض المواقع الإلكترونية –القليلة- تطرح مواد تعليمية للدارسين بالعربية، غير أن هذه المواد في مجملها تكون غير ملائمة لطلاب هذا المستوى من نواح مختلفة، أبرزها عدم استنادها إلى منطق بيداغوجي واضح، واعتمادها بالأساس على النصوص الإعلامية بلغتها العالية التي تميل لمصلحة الرصانة أكثر من العملية، وعدم دعم هذه المواد بأنشطة إثرائية وتقويمية تضمن اختبار كفاءة الدارس في التحصيل.
The narration in the stories of a collection Hkayat min Fadlullah Osman provides a detailed descr... more The narration in the stories of a collection Hkayat min Fadlullah Osman provides a detailed description of the daily life of a large number of residents of Fadlullah Osman Street in Imbaba.
مجلة العمدة الدولية في اللسانيات وتحليل الخطاب, 2019
The narrative literature concerned with the daily life of a broad human sector has been subject t... more The narrative literature concerned with the daily life of a broad human sector has been subject to many readings and revisions from both formal and functional perspectives. However, the challenges posed by this narrative pattern do not stop, and the questions generated by interaction with it do not end, especially in the case of the cultural polarization of the world. The policy of globalization, which succeeded in imposing its currents on the world and its culture.
مثلّتْ التشكُّلاتُ الدرامية لظاهرة الاغتراب –الحاضرة في الطروحات الفكرية والفلسفية والنفسية والا... more مثلّتْ التشكُّلاتُ الدرامية لظاهرة الاغتراب –الحاضرة في الطروحات الفكرية والفلسفية والنفسية والاجتماعية والدينية - أحدَ المرتكزات الموضوعية للخطاب الروائي العربي الحديث، الذي استدرج الظاهرة إلى منطقة المراجعة وفقًا للشروط الجمالية للسرد، واشتبك معها بغية توطيد غاياته في إدانة الأطر الفكرية والثقافية للآخر الغربي المُستعْمِر، أو لمُعادِلِه السلطوي الإقليمي أو المحلي، وفي تبيان خداع بعض ما يكتسي المظهر البرّاق أو المثالي في المركزيتين الغربية والشرقية، وفي بناء نسق تاريخي للتحوّلات التي أصابت المجتمعات العربية في مواجهتها للغرب، أو في استقبالها لجملة من التغيرات التي أعادتْ تشكيل بنيتها الداخلية، وفي غيرها من القيم الوظيفية ذات الأبعاد الأيديولوجية والأبيستمولوجية، وأحيانًا الأثنية، وإن ظلت هذه السرود –بطبيعة الحال- تسيِّج الفعل بأُطره الطبعية المُباطِنة لأشكال العلاقات الإنسانية، بطبيعتها المتشابكة وتأثيراتها المتبادلة. وعلى الرغم من الطبيعة القلقة لمفهوم الاغتراب خاصة في إطار علاقته بمفهوم الغربة فإن بعض الاستقرار قد تحقق في التعاطي مع المفهومين – دون فصل- باعتبار أن الغربة تكرس لفعل المجاوزة المادية للفضاء الأصيل، والاغتراب يرتبط بحالة الانفصال الشعوري والذهني عن السياق، والعجز عن التناغم مع منظومته القيمية، وتدابيره السلوكية المتجذرة في وعي أفراده، فالغربة تشير إلى الخارج الإنساني ، كمعنى مجردٍ. أما الاغتراب فإنه يشير إلى الداخل الإنساني كشعور مرتبط بمن يشعر به. غير أن هذا الاستقرار لا ينفي العلاقة المنطقية بين الحالتين في الكثير من الحالات، وهو ما يفسر حدوث التشابك الدرامي بينهما، في العديد من المتون الروائية، التي رأت في غربة الشخصية سبيلاً منطقيًا – في أبسط الفرضيات وأقربها إلى الذهن- يرْشَح بحالة الاغتراب، في إطار علاقة السبب بالنتيجة، فرهانات تحقق الحالة الاغترابية للشخصية المغتربة أكبر وأكثر تماسكًا، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن هذه الوضعية يمكن استنطاقها جماليًا بيسر بدفع الشخصية للانفلات من واقعها الجديد الضاغط صوب فضاء الوطن المُغادَر، عبر ممارسة ذهنية تنشط فيها الذاكرة، مما يهيئ لتنامي السرد وتطوره، وتوالد الأفضية الزمنية والمكانية التي يمكن التنقل عبرها لإحداث المزيد من التفاعلات الدرامية. وفي ظل مجتمع أبوي ترسخ أعرافه الثقافية لنوع من التمييز بين الجنسين، وتكرِّس لثنائية المتن والهامش، فقد ظلت الصياغات الإبداعية للاغتراب –خاصة المرتبط بفعل الخروج والارتحال- حكرًا على الرجل المؤلِّف أو الرجل الشخصية، فأصبح من المألوف أن يكون بطل الروايات التي تتناول موضوع الاغتراب رجلاً بالمفهوم الجنسي الكامل. ثم تدفقت المتون الروائية النسوية محاولةً تعويض فترة تغييبها، وإعادة الاعتبار للفكر النسوي انطلاقًا من مواقف معينة تصوِّر شخصية المرأة وعلاقتها بمحيطها، ومركزية دورها في الحياة وصولاً إلى رؤيتها للعالم، دون أن تغفل عن الانتقام من ذاك الذي أدَّى دورًا رئيسًا في تهميشها واضطهادها واستلاب حقوقها، لتتشكَّل عبر مسار تاريخي مضطرب حاضنةٌ ثقافية للسرد النسوي تمارس سطوتها على الذات المُبدِعة، وتوجِّهها إلى الاستناد في صياغتها الفنية إلى عدة مكونات أبرزها "نقد الثقافة الأبوية الذكورية، واقتراح رؤية أنثوية للعالم، والاحتفاء بالجسد الأنثوي" . تطرح رواية "بروكلين هايتس" للروائية المصرية "ميرال الطحاوي" نفسها بوصفها نصًا نسائيًا من حيث المصدر ونسويًا من حيث الموضوع، يستند إلى حالة الاغتراب التي تعيشها بطلة العمل وساردته، دون أن يبرح مقاربة القضايا التي عالجتها الروائيةُ في أعمالها السابقة ؛ كقضايا التنوُّع الثقافي، والهويات، والهجرة، وما بعد الكولونيالية، من خلال سرد تجربة البطلة "هند" التي تسافر إلى الولايات المتحدة -وبالتحديد إلى حي "بروكلين هايتس" القديم بنيويورك- بعد أن هجرها زوجُها الخائن، تسافر مخلفةً وراءها واقعًا مشحونًا بالفقد والخيانة والتفسُّخ، تهاجر إلى بلاد "العم سام" بمُصاحبة طفلها وذكرياتها، لتبحث عن العمل، والحب، والذات. تغوص في تفاصيل حياة القاطنين في هذا الحي بأعراقهم المختلفة، وتستدعي في الوقت نفسه سياقها الشرقي، راصدة ما أصابه من تحوّلات اجتماعية وسياسية وتاريخية، أثَّرتْ في علاقات أفراده ومصائرهم.
احتفظ فعل الاغتراب - بمظاهره المتعددة وتجلياته المختلفة – بإيقاع هيمنته المنتظم على الأنساق الإبد... more احتفظ فعل الاغتراب - بمظاهره المتعددة وتجلياته المختلفة – بإيقاع هيمنته المنتظم على الأنساق الإبداعية على اختلاف طرائق تشفيرها أو قوالب تجنيسها؛ حيث شكَّل هذا الفعل الأثير أحد البؤر المركزية الموجِّهة للمُمَارسة الإبداعية في سياقها العربي الممتد؛ فإذا كان الإبداع في جوهره إنضاج لتمثُّلات واقعية على لهب المعاناة الخلَّاقة فقد أصبح من الممكن فهم أنَّ ما ينطوي عليه هذا الفعل من طاقات حافزة لتدفق الحمم الإبداعية للذات هي السبب الأبرز في احتفاظه بموقعه الخاص في مورفولوجيا الإبداع العربي مُنذ القدم إلى وقتنا الراهن.
وفي المعالجات التطبيقية التي تحتويها هذه الدراسة إشارة لطيفة إلى سمة بلاغية تضفي على وجه هذا الفن... more وفي المعالجات التطبيقية التي تحتويها هذه الدراسة إشارة لطيفة إلى سمة بلاغية تضفي على وجه هذا الفن الحكائي -على وجه التحديد- شخصية تميزه؛ إنها هذه الطبيعة المرنة التي تحطم ما يمكن أن نطلق عليه جمود القانون أو المعيارية الثابتة التي يمكن القياس عليها؛ فمن خلال هذه النماذج التي تم الاستشهاد بها في داخل هذا الفضاء التأليفي نستطيع القول: إن البنية الروائية في عمومها بنية احتمالية لا تعرف قانونا شكليا ثابتا تأتي التجارب السردية المنضوية تحت هذا النوع مرضية له؛ لذا فإن ما يمكن أن نطلق عليه بلاغة التجربة الروائية هي تلك التي تنبع من خصوصية تشكيلها. إذًا فإن هذا التركيب الإضافى الساطع عبر صيغة عنوان هذا العمل "بلاغة الرواية" تتحرك بنا فى نشاط رحلى على المستوى الذهنى والوجدانى فى اتجاهات عديدة: - من المرجع بمعطياته إلى الفن بلعبة الخيال المميزة له عموما. - من الفن إلى الفن فى إطار رؤية تناصية أفقية تعرج رأسيا من الواقع إلى الفن ثم أفقيا من تجربة جمالية إلى أخوات لها. - من نسق تشكيلى له خصوصيته إلى نسق تشكيلى بخصوصية مغايرة إلى حد بعيد تفرضها سلطة، يتطلب البحث عن ملامحها اقترابا من منهجية هذه الذات المرجعية (المؤلف) وسيرتها والمؤثرات المعرفية والواقعية التى ألقت بظلالها عليها. - الحركة من القيمة الشكلية العائدة إلى الصياغة الظاهرة باتجاه القيمة الفكرية الأيديولوجية الساكنة فى الأعماق، وهذا يتطلب مطابقة/ انسجاما بين وظيفتين لمستوى القراءة: الوظيفة الواصفة المحللة التى تسلم نتاج عملها إلى وظيفة أخرى هى الوظيفة الكاشفة المؤولة التى تتولى مهمة إصدار الأحكام وصياغة النتائج. إن مصطلح البلاغة فى جوهره النابع من حضوره اللغوى والاصطلاحى يجعل من الفعل الروائى بمثابة أيقونة تحوى بداخلها ليس فقط النص الحكائى، بعناصره التى يتركب منها، وصاحبه، إنما تضيف إليه السياق المرجعى ومتعلقاته، والمتلقى، وسلطة الشكل الذى جاءت على هواه التجربة السردية فى تجليها بالنظر إلى عنوانها أمام القارئ، ولا شك فى أن هذه السلطة الأخيرة، هى فى حقيقتها، نتاج لسلطة مضمرة تنبع وتسكن فى سيرة تلك الذات المرجعية وفى وعيها الذى تتضافر فى تكوينه عوامل متنوعة متعددة متشابكة. ومن هذا العناق الذى تعبر عنه صيغة العنوان بين البلاغة والرواية، يطوف الدرس التطبيقى فى رحلته بين تجارب لذوات ذكورية وأخرى لذوات أنثوية فى إطار ما يطلق عليه (الأدب النسوى)؛ ناشدة فى النهاية ترسيخ هاتين الطبقتين اللتين يقوم عليهما عماد العمل النقدى برمته: طبقة الوصف التحليلى الظاهرى للصيغة، وطبقة التأويل الكاشف المؤسس لفضاء الدلالة".
في هذا الكتاب محاولة للوقوف على جانب من ملابسات تلك العلاقة بين الفن في حضوره الأدبي والثورة، من ... more في هذا الكتاب محاولة للوقوف على جانب من ملابسات تلك العلاقة بين الفن في حضوره الأدبي والثورة، من خلال مقاربة عدد من المتون المكتوبة والمرئية التي أسهمت في إنتاج الفعل الثوري بغزلها بلاغتها التحريضية ورهانها على قدرات المتلقي على تفكيك البنية الشكلية للنصوص لصالح القيم الأيدلوجية المتحكمة فيها. وبناء على ذلك فقارئ هذا الكتاب على موعد مع فنون ثلاثة رئيسة: الشعر، والقص، والفن المرئي، في محاولة لمقاربة ضمنية غير مباشرة لهذا المسير التطوري للعملية الإبداعية من الشفاهي إلى المدون المكتوب إلى المرئي عبر آلية الاتصال السينمائي والتليفزيوني التي حظيت بالظهور والانتشار منذ النصف الأول من القرن العشرين فاستحال معها الشفاهي والمكتوب معًا إلى صورة متحركة لها غوايتها في تشكيل العقلية ولا تزال. إننا إذا بصدد مفردات مفتاحية أربعة تمثل بوابة للدخول إلى هذه الدراسة: الأدب، الثورة، المجتمع المصري، التأويل.
تتغيّا هذه الدراسة اختبار كفاءة الإنتاجية النصية للنصوص المُتناص معها في شعر أبي همام، أو بصيغة ... more تتغيّا هذه الدراسة اختبار كفاءة الإنتاجية النصية للنصوص المُتناص معها في شعر أبي همام، أو بصيغة أخرى تسعى إلى تتبع الاستتباعات الإيجابية التي تحققتْ للنص الشعري بفضل تفاعله مع النصوص التاريخية؛ وذلك باعتبار أن هذه النصوص المتناص معها "عندما تحضر كبنية نصية، فمعنى ذلك أن لها وظيفة معينة، يجب كشفها وتحليلها، ما دامت تأتي في سياق نصيّ محدد، وتتفاعل مع بنية نصية معينة" . وستتخذ الدراسةُ قصيدتي "من المُعتمِد بن عبَّاد إلى ملوك الطوائف" و"من آخر كلمات ابن حزم" مادةً لها
يبدو مصطلح "الرواية التاريخية" مؤشرًا للمأزقية التي تكتنف عملية إنتاج نص روائي يتكئ في تشكيل عالم... more يبدو مصطلح "الرواية التاريخية" مؤشرًا للمأزقية التي تكتنف عملية إنتاج نص روائي يتكئ في تشكيل عالمه على جملة من الأحداث التاريخية، فالمصطلح بصياغته النعتية الحالية يرسخ لحالة تلازم - تتبدل فيها العلاقة التقليدية بين التابع والمتبوع - بين الرواية – التي هي عمل تخيلي بالأساس - والتاريخ - الذي هو ممارسة توثيقية في جوهرها- وهو تلازم عاكس للسطوة المرجعية للتاريخي على مستويي عمليتي الإنتاج والتلقي. لقد ظلت الكتابة السردية المستندة إلى أحداث ذات حس واقعي تجربة محفوفة بقدر غير يسير من المحاذير التي تمتاح من هيمنة التاريخي بحضوره المتشعب والنافذ في الذاكرتين الفردية والجماعية، فالمتلقي الخاضع لشروط الفكر التوثيقي كما يمثله التاريخي لا يتعاطى مع الحكاية وهو خالي الوفاض، وإنما يقاربها عبر منظور ثنائي يرنو إلى النص الأدبي في حضرة المتن التاريخي الذي يغدو في إطار هذه العملية التناصية نصًا متعاليًا – بتعبير جنيتGenette- يسعى النص السردي إلى تأسيس علاقة معه تتراوح بين المحاكاة والتحويل، وتدفع هذه العلاقة التراتبية المتلقي إلى الاستجابة لها من منظور تراتبي مواز،ٍ قد يصطدم بماهية الفعل السردي المنغمس في المتخيل، فنلفيه - أي المتلقي - يقفز فوق الأحداث المسرودة بفضل ركاماته المعرفية متجاوزًا في أثناء هذا القفز الكثير من التشكيلات الجمالية التي تشكل عناصر رئيسة في هيكل الخطاب السردي، أو نراه يواجه منعرجات تاريخية لا تنسجم مع خبرته التعليمية المؤسسة على معياري الصدق والكذب بمعنيهما المباشر، بما قد يدفعه في النهاية إلى التشكك في مصداقية المتن الروائي، أو غيرها من الاستجابات التي قد تقف عائقًا في سبيل التعاطي الإيجابي مع النص، وتعمق الهوة بين المتلقي ومقبوليته للنص الذي يتحول في هذه الحال إلى نتاج مباشر لفعل الاشتباك بين التاريخي بسلطته التوثيقية المتجذرة والأدبي بقيمه الجمالية المتجددة.
Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 11... more Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 1184. 40 Daskalovska, Nina & Dimova,Violeta. Why should literature be used in the language classroom, p 1184.
تؤشِّر الزيادةُ الكمية والكيفية للندوات والمؤتمرات والمنتوجات البحثية التي تقارب مفهوم "الأمن الل... more تؤشِّر الزيادةُ الكمية والكيفية للندوات والمؤتمرات والمنتوجات البحثية التي تقارب مفهوم "الأمن اللغوي" إلى أن ثمة وعيًا عربيًا بأهمية الأمن اللغوي في سبيله إلى التشكُّل، وهو ما يفتح نافذة التفاؤل من نواح عدة أبرزها أنه يثبت تجاوُزنا مرحلة الواقع المشحون بمظاهر التباكي على وضع العربية والمتنبئ بمستقبلها الغامض والمبالغ، كذلك يبرهن أننا صرنا نتحلى بجسارةِ مُمارسةِ النقد الذاتيّ وإخضاعِ بعض ثوابتنا للمُساءلات التأمُّليّة المُنتِجة، ومُراجعتها بغية تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات غير مكتفين بالانكفاء على الذات أو الوقوع في أسر التعاطي مع آلياتٍ تحليلية مًمتاحة من ماضٍ مرغوب يشبعُ تطلُّعات آنية أو من واقعٍ افتراضيٍّ يؤول إلى ماضٍ مُلتبسٍ، ويكشف أيضًا عن إدراك مُتبصِّر بالعلاقة الضرورية بين الأمن القومي والأمن اللغوي في ضوء التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية وهويتها الآن حيث تتضارب المفاهيم والقيم والأنساق الثقافية بفضل مفهوم العولمة وما ولده من صراعات اتخذت من الغزو اللغوي أدوات توظفها كلُّ ثقافة بغية الانتصار في منازعاتها الضارية مع الثقافات الأخرى. يمكن الجزم أن هذا الوعي المأمول لن يتشكّل سوي بالالتفات إلى الطفل العربي وأمنه اللغوي، وأن الممارسات الإجرائية المترجمة لهذا الوعي ستظل غير فعالة ما لم تتوجه صوب الواقع اللغوي والتعبيري للطفل العربي وما يعتريه من نواقص وما يواجهه من تحديات. ويمثل كتاب“الرصيد اللغوي المسموع..قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناء على مدوّنة محوسبة" -الصادر في جزئيين-أحدث المنتوجات العلمية الجادة المعنية بلغة الطفل وما يتعالق بها من أمن لغوي- ذي نوازع آنية ومستقبلية- يتذرَّع العمل بأدوات العلم وإجراءاته المُستثمرة للطاقات الهائلة للثورة الرقمية ومكتسباتها، التي عمل عليها فريق بحثي -بقيادة د.محمود العشيري الأستاذ بجامعتي جورج تاون ودار العلوم- استطاع الانفتاح على المدارس العالمية في هذا السياق واستيعاب النظريات اللسانية الحديثة وفهمها وتطبيقها في مجال معالجة المشكلات التي تكتنف عملية الرصد والجمع والتصنيف ..إلخ وهو أمر لا غنى عنه باعتباره ممارسة يلجأ إليها كلُّ عقل يتغيَّا الارتقاءَ والتطور، دون أن يتحوَّل التحديث إلى حداثة مُستنسخة تستعير النتائج.
UNIVERSITY OF BUCHAREST CENTER FOR ARAB STUDIES , 2021
This study is part of an ambitious project that tends to raise awareness of the reality of teachi... more This study is part of an ambitious project that tends to raise awareness of the reality of teaching the Arabic language to non-native speakers in light of the boom brought about by applied linguistics in the field of language teaching and learning, especially with regard to employing the products of the technological revolution in ensuring the efficiency of acquiring foreign languages. The study moves along two parallel tracks that constitute its goal, and at the same time determine the procedural lines on which it will be based, the first track aims to approach the reality of learning Arabic via the Internet, and the second track seeks to contribute to reshaping this reality, while the research effort in the first part focuses on practice Analytical description of previous experiences, it turns in the second part to the analysis of an applied experiment. This study explores some of the challenges / problems / reasons surrounding the process of designing educational materials dedicated to self-learning Arabic, presenting the most prominent of these challenges, and turns in the context to some experiences, as well as a specific model based on providing visual educational materials for selflearners, explaining the pedagogical guidelines that Founded it, and the structural structure that was formed across it.
على الرغم من تسارع وتيرة الاهتمام بدراسة اللغة العربية لأسباب متعددة (دينية واجتماعية وسياسية واق... more على الرغم من تسارع وتيرة الاهتمام بدراسة اللغة العربية لأسباب متعددة (دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية)، وتزايد اهتمام المؤسسات الأكاديمية والخاصة بتدريس اللغة العربية خارج معاقلها التقليدية، وزيادة عدد المؤلفات الخاصة بتدريس العربية لغير الناطقين بها، على الرغم من هذا كله فإن الطلاب الأجانب الراغبين في تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا يجدون أنفسهم في مواجهة تحديات شتى. إن الوعي بأهمية الدراسة المنتظمة تحت إشراف معلم مؤهل لا يقصي لجوء فئة من الطلاب إلى التعلم الذاتي لأسباب كثيرة منها؛ عدم توافر الوقت للدراسة المنتظمة، أو عدم القدرة على دفع رسوم الالتحاق ببرامج تعلم العربية في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك ارتفاع تكلفة برامج الانغماس في المجتمعات العربية -التي لا تزال فكرة استضافة الأجنبي في البيت فكرة غريبة وغير مستحبة عند السواد الأعظم من أفراد هذه المجتمعات- فضلاً عن الظروف السياسية والأمنية الراهنة المضطربة في العديد من البلاد العربية التي كان تمثل بيئات جيدة لممارسة العربية للطالب الأجنبي. وبالإضافة لهذه الفئة من الطلاب –وللأسباب السابقة نفسها- فإن الطلاب النظاميين الملتحقين بعدد من برامج دراسة العربية في بلاد غير عربية يظلّون في حاجة إلى برامج مصممة خصيصًا للتعلم الذاتي، تدعم جهودهم في التعلم داخل قاعة الدرس، وتصقل موهبتهم في ممارسة اللغة، واختبار كفاءتهم في التعامل معها، خاصة أن عدد الساعات التي يمارسون فيها اللغة داخل الصف _باعتبار أن ممارسة اللغة خارج الصف في بلد غير عربي يعد أمرًا عسيرًا من واقع التجربة العملية_غير كافية كمًا وكيفًا لضمان تطور مستواهم بشكل سريع. وعلى الرغم من تنوع التحديات التي يواجهها الراغبون في تعلم العربية تعلمًا ذاتيًا فبإمكاننا اختزال هذه التحديات في عنصرين رئيسين أولهما عام وثانيهما أكثر تخصيصًا. 1- النقص الشديد في المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا. 2- النقص الشديد في المواد المرئية المصممة خصيصًا لطلاب المستوى A1 تبعا لتصنيف الإطار المرجعي الأوروبي مشترك للغات Common European Framework of Reference for Languages (CEFR)، وما نقصده بهذا العنصر تحديدًا أن بعض المواقع الإلكترونية –القليلة- تطرح مواد تعليمية للدارسين بالعربية، غير أن هذه المواد في مجملها تكون غير ملائمة لطلاب هذا المستوى من نواح مختلفة، أبرزها عدم استنادها إلى منطق بيداغوجي واضح، واعتمادها بالأساس على النصوص الإعلامية بلغتها العالية التي تميل لمصلحة الرصانة أكثر من العملية، وعدم دعم هذه المواد بأنشطة إثرائية وتقويمية تضمن اختبار كفاءة الدارس في التحصيل.
The narration in the stories of a collection Hkayat min Fadlullah Osman provides a detailed descr... more The narration in the stories of a collection Hkayat min Fadlullah Osman provides a detailed description of the daily life of a large number of residents of Fadlullah Osman Street in Imbaba.
مجلة العمدة الدولية في اللسانيات وتحليل الخطاب, 2019
The narrative literature concerned with the daily life of a broad human sector has been subject t... more The narrative literature concerned with the daily life of a broad human sector has been subject to many readings and revisions from both formal and functional perspectives. However, the challenges posed by this narrative pattern do not stop, and the questions generated by interaction with it do not end, especially in the case of the cultural polarization of the world. The policy of globalization, which succeeded in imposing its currents on the world and its culture.
مثلّتْ التشكُّلاتُ الدرامية لظاهرة الاغتراب –الحاضرة في الطروحات الفكرية والفلسفية والنفسية والا... more مثلّتْ التشكُّلاتُ الدرامية لظاهرة الاغتراب –الحاضرة في الطروحات الفكرية والفلسفية والنفسية والاجتماعية والدينية - أحدَ المرتكزات الموضوعية للخطاب الروائي العربي الحديث، الذي استدرج الظاهرة إلى منطقة المراجعة وفقًا للشروط الجمالية للسرد، واشتبك معها بغية توطيد غاياته في إدانة الأطر الفكرية والثقافية للآخر الغربي المُستعْمِر، أو لمُعادِلِه السلطوي الإقليمي أو المحلي، وفي تبيان خداع بعض ما يكتسي المظهر البرّاق أو المثالي في المركزيتين الغربية والشرقية، وفي بناء نسق تاريخي للتحوّلات التي أصابت المجتمعات العربية في مواجهتها للغرب، أو في استقبالها لجملة من التغيرات التي أعادتْ تشكيل بنيتها الداخلية، وفي غيرها من القيم الوظيفية ذات الأبعاد الأيديولوجية والأبيستمولوجية، وأحيانًا الأثنية، وإن ظلت هذه السرود –بطبيعة الحال- تسيِّج الفعل بأُطره الطبعية المُباطِنة لأشكال العلاقات الإنسانية، بطبيعتها المتشابكة وتأثيراتها المتبادلة. وعلى الرغم من الطبيعة القلقة لمفهوم الاغتراب خاصة في إطار علاقته بمفهوم الغربة فإن بعض الاستقرار قد تحقق في التعاطي مع المفهومين – دون فصل- باعتبار أن الغربة تكرس لفعل المجاوزة المادية للفضاء الأصيل، والاغتراب يرتبط بحالة الانفصال الشعوري والذهني عن السياق، والعجز عن التناغم مع منظومته القيمية، وتدابيره السلوكية المتجذرة في وعي أفراده، فالغربة تشير إلى الخارج الإنساني ، كمعنى مجردٍ. أما الاغتراب فإنه يشير إلى الداخل الإنساني كشعور مرتبط بمن يشعر به. غير أن هذا الاستقرار لا ينفي العلاقة المنطقية بين الحالتين في الكثير من الحالات، وهو ما يفسر حدوث التشابك الدرامي بينهما، في العديد من المتون الروائية، التي رأت في غربة الشخصية سبيلاً منطقيًا – في أبسط الفرضيات وأقربها إلى الذهن- يرْشَح بحالة الاغتراب، في إطار علاقة السبب بالنتيجة، فرهانات تحقق الحالة الاغترابية للشخصية المغتربة أكبر وأكثر تماسكًا، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن هذه الوضعية يمكن استنطاقها جماليًا بيسر بدفع الشخصية للانفلات من واقعها الجديد الضاغط صوب فضاء الوطن المُغادَر، عبر ممارسة ذهنية تنشط فيها الذاكرة، مما يهيئ لتنامي السرد وتطوره، وتوالد الأفضية الزمنية والمكانية التي يمكن التنقل عبرها لإحداث المزيد من التفاعلات الدرامية. وفي ظل مجتمع أبوي ترسخ أعرافه الثقافية لنوع من التمييز بين الجنسين، وتكرِّس لثنائية المتن والهامش، فقد ظلت الصياغات الإبداعية للاغتراب –خاصة المرتبط بفعل الخروج والارتحال- حكرًا على الرجل المؤلِّف أو الرجل الشخصية، فأصبح من المألوف أن يكون بطل الروايات التي تتناول موضوع الاغتراب رجلاً بالمفهوم الجنسي الكامل. ثم تدفقت المتون الروائية النسوية محاولةً تعويض فترة تغييبها، وإعادة الاعتبار للفكر النسوي انطلاقًا من مواقف معينة تصوِّر شخصية المرأة وعلاقتها بمحيطها، ومركزية دورها في الحياة وصولاً إلى رؤيتها للعالم، دون أن تغفل عن الانتقام من ذاك الذي أدَّى دورًا رئيسًا في تهميشها واضطهادها واستلاب حقوقها، لتتشكَّل عبر مسار تاريخي مضطرب حاضنةٌ ثقافية للسرد النسوي تمارس سطوتها على الذات المُبدِعة، وتوجِّهها إلى الاستناد في صياغتها الفنية إلى عدة مكونات أبرزها "نقد الثقافة الأبوية الذكورية، واقتراح رؤية أنثوية للعالم، والاحتفاء بالجسد الأنثوي" . تطرح رواية "بروكلين هايتس" للروائية المصرية "ميرال الطحاوي" نفسها بوصفها نصًا نسائيًا من حيث المصدر ونسويًا من حيث الموضوع، يستند إلى حالة الاغتراب التي تعيشها بطلة العمل وساردته، دون أن يبرح مقاربة القضايا التي عالجتها الروائيةُ في أعمالها السابقة ؛ كقضايا التنوُّع الثقافي، والهويات، والهجرة، وما بعد الكولونيالية، من خلال سرد تجربة البطلة "هند" التي تسافر إلى الولايات المتحدة -وبالتحديد إلى حي "بروكلين هايتس" القديم بنيويورك- بعد أن هجرها زوجُها الخائن، تسافر مخلفةً وراءها واقعًا مشحونًا بالفقد والخيانة والتفسُّخ، تهاجر إلى بلاد "العم سام" بمُصاحبة طفلها وذكرياتها، لتبحث عن العمل، والحب، والذات. تغوص في تفاصيل حياة القاطنين في هذا الحي بأعراقهم المختلفة، وتستدعي في الوقت نفسه سياقها الشرقي، راصدة ما أصابه من تحوّلات اجتماعية وسياسية وتاريخية، أثَّرتْ في علاقات أفراده ومصائرهم.
احتفظ فعل الاغتراب - بمظاهره المتعددة وتجلياته المختلفة – بإيقاع هيمنته المنتظم على الأنساق الإبد... more احتفظ فعل الاغتراب - بمظاهره المتعددة وتجلياته المختلفة – بإيقاع هيمنته المنتظم على الأنساق الإبداعية على اختلاف طرائق تشفيرها أو قوالب تجنيسها؛ حيث شكَّل هذا الفعل الأثير أحد البؤر المركزية الموجِّهة للمُمَارسة الإبداعية في سياقها العربي الممتد؛ فإذا كان الإبداع في جوهره إنضاج لتمثُّلات واقعية على لهب المعاناة الخلَّاقة فقد أصبح من الممكن فهم أنَّ ما ينطوي عليه هذا الفعل من طاقات حافزة لتدفق الحمم الإبداعية للذات هي السبب الأبرز في احتفاظه بموقعه الخاص في مورفولوجيا الإبداع العربي مُنذ القدم إلى وقتنا الراهن.
وفي المعالجات التطبيقية التي تحتويها هذه الدراسة إشارة لطيفة إلى سمة بلاغية تضفي على وجه هذا الفن... more وفي المعالجات التطبيقية التي تحتويها هذه الدراسة إشارة لطيفة إلى سمة بلاغية تضفي على وجه هذا الفن الحكائي -على وجه التحديد- شخصية تميزه؛ إنها هذه الطبيعة المرنة التي تحطم ما يمكن أن نطلق عليه جمود القانون أو المعيارية الثابتة التي يمكن القياس عليها؛ فمن خلال هذه النماذج التي تم الاستشهاد بها في داخل هذا الفضاء التأليفي نستطيع القول: إن البنية الروائية في عمومها بنية احتمالية لا تعرف قانونا شكليا ثابتا تأتي التجارب السردية المنضوية تحت هذا النوع مرضية له؛ لذا فإن ما يمكن أن نطلق عليه بلاغة التجربة الروائية هي تلك التي تنبع من خصوصية تشكيلها. إذًا فإن هذا التركيب الإضافى الساطع عبر صيغة عنوان هذا العمل "بلاغة الرواية" تتحرك بنا فى نشاط رحلى على المستوى الذهنى والوجدانى فى اتجاهات عديدة: - من المرجع بمعطياته إلى الفن بلعبة الخيال المميزة له عموما. - من الفن إلى الفن فى إطار رؤية تناصية أفقية تعرج رأسيا من الواقع إلى الفن ثم أفقيا من تجربة جمالية إلى أخوات لها. - من نسق تشكيلى له خصوصيته إلى نسق تشكيلى بخصوصية مغايرة إلى حد بعيد تفرضها سلطة، يتطلب البحث عن ملامحها اقترابا من منهجية هذه الذات المرجعية (المؤلف) وسيرتها والمؤثرات المعرفية والواقعية التى ألقت بظلالها عليها. - الحركة من القيمة الشكلية العائدة إلى الصياغة الظاهرة باتجاه القيمة الفكرية الأيديولوجية الساكنة فى الأعماق، وهذا يتطلب مطابقة/ انسجاما بين وظيفتين لمستوى القراءة: الوظيفة الواصفة المحللة التى تسلم نتاج عملها إلى وظيفة أخرى هى الوظيفة الكاشفة المؤولة التى تتولى مهمة إصدار الأحكام وصياغة النتائج. إن مصطلح البلاغة فى جوهره النابع من حضوره اللغوى والاصطلاحى يجعل من الفعل الروائى بمثابة أيقونة تحوى بداخلها ليس فقط النص الحكائى، بعناصره التى يتركب منها، وصاحبه، إنما تضيف إليه السياق المرجعى ومتعلقاته، والمتلقى، وسلطة الشكل الذى جاءت على هواه التجربة السردية فى تجليها بالنظر إلى عنوانها أمام القارئ، ولا شك فى أن هذه السلطة الأخيرة، هى فى حقيقتها، نتاج لسلطة مضمرة تنبع وتسكن فى سيرة تلك الذات المرجعية وفى وعيها الذى تتضافر فى تكوينه عوامل متنوعة متعددة متشابكة. ومن هذا العناق الذى تعبر عنه صيغة العنوان بين البلاغة والرواية، يطوف الدرس التطبيقى فى رحلته بين تجارب لذوات ذكورية وأخرى لذوات أنثوية فى إطار ما يطلق عليه (الأدب النسوى)؛ ناشدة فى النهاية ترسيخ هاتين الطبقتين اللتين يقوم عليهما عماد العمل النقدى برمته: طبقة الوصف التحليلى الظاهرى للصيغة، وطبقة التأويل الكاشف المؤسس لفضاء الدلالة".
في هذا الكتاب محاولة للوقوف على جانب من ملابسات تلك العلاقة بين الفن في حضوره الأدبي والثورة، من ... more في هذا الكتاب محاولة للوقوف على جانب من ملابسات تلك العلاقة بين الفن في حضوره الأدبي والثورة، من خلال مقاربة عدد من المتون المكتوبة والمرئية التي أسهمت في إنتاج الفعل الثوري بغزلها بلاغتها التحريضية ورهانها على قدرات المتلقي على تفكيك البنية الشكلية للنصوص لصالح القيم الأيدلوجية المتحكمة فيها. وبناء على ذلك فقارئ هذا الكتاب على موعد مع فنون ثلاثة رئيسة: الشعر، والقص، والفن المرئي، في محاولة لمقاربة ضمنية غير مباشرة لهذا المسير التطوري للعملية الإبداعية من الشفاهي إلى المدون المكتوب إلى المرئي عبر آلية الاتصال السينمائي والتليفزيوني التي حظيت بالظهور والانتشار منذ النصف الأول من القرن العشرين فاستحال معها الشفاهي والمكتوب معًا إلى صورة متحركة لها غوايتها في تشكيل العقلية ولا تزال. إننا إذا بصدد مفردات مفتاحية أربعة تمثل بوابة للدخول إلى هذه الدراسة: الأدب، الثورة، المجتمع المصري، التأويل.
تتغيّا هذه الدراسة اختبار كفاءة الإنتاجية النصية للنصوص المُتناص معها في شعر أبي همام، أو بصيغة ... more تتغيّا هذه الدراسة اختبار كفاءة الإنتاجية النصية للنصوص المُتناص معها في شعر أبي همام، أو بصيغة أخرى تسعى إلى تتبع الاستتباعات الإيجابية التي تحققتْ للنص الشعري بفضل تفاعله مع النصوص التاريخية؛ وذلك باعتبار أن هذه النصوص المتناص معها "عندما تحضر كبنية نصية، فمعنى ذلك أن لها وظيفة معينة، يجب كشفها وتحليلها، ما دامت تأتي في سياق نصيّ محدد، وتتفاعل مع بنية نصية معينة" . وستتخذ الدراسةُ قصيدتي "من المُعتمِد بن عبَّاد إلى ملوك الطوائف" و"من آخر كلمات ابن حزم" مادةً لها
يبدو مصطلح "الرواية التاريخية" مؤشرًا للمأزقية التي تكتنف عملية إنتاج نص روائي يتكئ في تشكيل عالم... more يبدو مصطلح "الرواية التاريخية" مؤشرًا للمأزقية التي تكتنف عملية إنتاج نص روائي يتكئ في تشكيل عالمه على جملة من الأحداث التاريخية، فالمصطلح بصياغته النعتية الحالية يرسخ لحالة تلازم - تتبدل فيها العلاقة التقليدية بين التابع والمتبوع - بين الرواية – التي هي عمل تخيلي بالأساس - والتاريخ - الذي هو ممارسة توثيقية في جوهرها- وهو تلازم عاكس للسطوة المرجعية للتاريخي على مستويي عمليتي الإنتاج والتلقي. لقد ظلت الكتابة السردية المستندة إلى أحداث ذات حس واقعي تجربة محفوفة بقدر غير يسير من المحاذير التي تمتاح من هيمنة التاريخي بحضوره المتشعب والنافذ في الذاكرتين الفردية والجماعية، فالمتلقي الخاضع لشروط الفكر التوثيقي كما يمثله التاريخي لا يتعاطى مع الحكاية وهو خالي الوفاض، وإنما يقاربها عبر منظور ثنائي يرنو إلى النص الأدبي في حضرة المتن التاريخي الذي يغدو في إطار هذه العملية التناصية نصًا متعاليًا – بتعبير جنيتGenette- يسعى النص السردي إلى تأسيس علاقة معه تتراوح بين المحاكاة والتحويل، وتدفع هذه العلاقة التراتبية المتلقي إلى الاستجابة لها من منظور تراتبي مواز،ٍ قد يصطدم بماهية الفعل السردي المنغمس في المتخيل، فنلفيه - أي المتلقي - يقفز فوق الأحداث المسرودة بفضل ركاماته المعرفية متجاوزًا في أثناء هذا القفز الكثير من التشكيلات الجمالية التي تشكل عناصر رئيسة في هيكل الخطاب السردي، أو نراه يواجه منعرجات تاريخية لا تنسجم مع خبرته التعليمية المؤسسة على معياري الصدق والكذب بمعنيهما المباشر، بما قد يدفعه في النهاية إلى التشكك في مصداقية المتن الروائي، أو غيرها من الاستجابات التي قد تقف عائقًا في سبيل التعاطي الإيجابي مع النص، وتعمق الهوة بين المتلقي ومقبوليته للنص الذي يتحول في هذه الحال إلى نتاج مباشر لفعل الاشتباك بين التاريخي بسلطته التوثيقية المتجذرة والأدبي بقيمه الجمالية المتجددة.
تتحدّدُ الفرضيةُ المركزيةُ للعمل في أنّ العربي القديم قد أبدع أشكالاً قصصية ذات نكهةٍ مُميّزة، وم... more تتحدّدُ الفرضيةُ المركزيةُ للعمل في أنّ العربي القديم قد أبدع أشكالاً قصصية ذات نكهةٍ مُميّزة، ومستويات متعددة يتواشج فيها الفني بالتاريخي والثقافي، بما يجعلها جديرة بأن تُعاد مساءلتها نقديًا عبر أدواتٍ إجرائية فاعلة، تحاور هذه النصوص، وتشرع منافذ التأويل لها على إمكانات لا محدودة، ولا ترهن نجاعة التحليل النقدي وعلميته بتوصيف شعرية النصوص فحسب، وإنما بإعادة الاعتبار إلى العلاقات التي يقيمها النص مع سياقاته المادية، بما يراعي تعدد الأنظمة المؤسسة له، وهي خطوة بالغة الأهمية لاستثارة وعينا بمكوناتنا الثقافية دون تعالٍ زائف أو خنوع مُقيِّد، وبعيدًا عن سلطة الأنساق الثقافية الراسخة، وخطاباتها المضمرة. لقد بلغ نضج النصوص السردية القديمة حد تكريس نصوص تعنى بنموذج إنساني (كالبخلاء، والحمقى، والمغفليين، وعقلاء المجانيين، والطفيليين) تدور في فلكه العوالم التخييلية، وتمرر عبر بنيته الدرامية أنساق المقاومة والتمرد والثورة، وتنتمي من حيث الشكل الفني، إلى فن الخبر القصصي، الذي يعد أحد أهم الأشكال القصصية التراثية، التي تتأسس على سرد حكاية قصيرة من خلال تتابع عدد من الأفعال ذات الإيقاع السريع. وعلى الرغم مما تتمتع به "أخبار الطُّفيليِّين" من خصوصية تأليفيّة وثراء معرفي، ونُضج الدرامي، فإنها لم تحظ -على قدر معرفة المؤلف- بالمُتابعة التحليليّة النقدية العميقة عبر دراسة أكاديمية مُستقلة.
هل بمقدرة السَّرد أن يتشكَّل في غيبة "الرَّاوي"؟ وهل بإمكان هذه المدونات التي تزعم مُضاهاتها للوا... more هل بمقدرة السَّرد أن يتشكَّل في غيبة "الرَّاوي"؟ وهل بإمكان هذه المدونات التي تزعم مُضاهاتها للواقع أن تنتج دلالتها القَلِقة -المُتأرجِحة بين مستويات دلالية مُنضَّدة على نحو لا يحجب أحدُها الآخر- بمعزل عن سُلطة "الرَّاوي"؟ وهل يمكن للمُقاربات التحليلية السَّاعية إلى استكشاف مُستطَاع معنى النص وطاقاته التفسيرية إلا تُبْدي مُمَانعةً أمام محاولات إهمال أو تهميش أو تجاوز "الرَّاوي"؟ وهل ثمة إمكانية لاستيعاب اشتغال المُقتضيات السَّردية وتحقُقَاتها النصية دون إدراك للعلاقات والتفاعلات التي تقيمها مع "الرَّاوي"؟ وهل تزحزح "الرَّاوي" عن مكانته المميزة في المنجز السردي بفضل ما رشح عن خصوصية الحساسيات والمنعطفات الحاصلة في سيرورة الإبداع السردي؟ تستثير النصوص السردية –على اختلاف أنواعها– هذه الأسئلة وغيرها، وتستثير بمواكبتها أجوبةً مكتملةً وناقصةً يصعب ألا يكون "النفي" هو المُعطى الرئيس فيها، "نفي" يمتاح من وعي –راكمته النظرية السَّردية بما انطوت عليه من إبدالات معرفية وأدوات إجرائية- بأن إدراك المادة الحكائية هو إدراك غير مُباشر يقدِّمه وسيط تقني بين المُتلقي والعالم الحكائي، وأن العالم السردي لا يُقدَّم بشكل مُحايد بل عبر منظور ما يتحكّم في طبيعة العلاقات بين مكوناته. فعلى الرغم من تأثر تعاطي النظريات السردية مع "الرَّاوي" بتباين الخلفيات الفلسفية التي استرفدت منها مرتكزاتها التصورية في مساءلة النص وفهمه، فإن ثمة اتفاقًا ضمنيًا على المكانة الخاصة التي يحظى بها هذا المكون السردي، مما دفع مؤسسي النظرية السردية منذ وقت مبكر لمقاربة هذا العنصر المهم، ولتقديم أطروحاتهم الخاصة حول تمظهراته النصية المختلفة، وقيمه الوظيفية المتشعبة، وهي أطروحات تستند في جوهرها إلى الاشتغال على متون غربية المصدر والمظهر
Uploads
Papers by alaa ibrahim
يمكن الجزم أن هذا الوعي المأمول لن يتشكّل سوي بالالتفات إلى الطفل العربي وأمنه اللغوي، وأن الممارسات الإجرائية المترجمة لهذا الوعي ستظل غير فعالة ما لم تتوجه صوب الواقع اللغوي والتعبيري للطفل العربي وما يعتريه من نواقص وما يواجهه من تحديات.
ويمثل كتاب“الرصيد اللغوي المسموع..قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناء على مدوّنة محوسبة" -الصادر في جزئيين-أحدث المنتوجات العلمية الجادة المعنية بلغة الطفل وما يتعالق بها من أمن لغوي- ذي نوازع آنية ومستقبلية- يتذرَّع العمل بأدوات العلم وإجراءاته المُستثمرة للطاقات الهائلة للثورة الرقمية ومكتسباتها، التي عمل عليها فريق بحثي -بقيادة د.محمود العشيري الأستاذ بجامعتي جورج تاون ودار العلوم- استطاع الانفتاح على المدارس العالمية في هذا السياق واستيعاب النظريات اللسانية الحديثة وفهمها وتطبيقها في مجال معالجة المشكلات التي تكتنف عملية الرصد والجمع والتصنيف ..إلخ وهو أمر لا غنى عنه باعتباره ممارسة يلجأ إليها كلُّ عقل يتغيَّا الارتقاءَ والتطور، دون أن يتحوَّل التحديث إلى حداثة مُستنسخة تستعير النتائج.
إن الوعي بأهمية الدراسة المنتظمة تحت إشراف معلم مؤهل لا يقصي لجوء فئة من الطلاب إلى التعلم الذاتي لأسباب كثيرة منها؛ عدم توافر الوقت للدراسة المنتظمة، أو عدم القدرة على دفع رسوم الالتحاق ببرامج تعلم العربية في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك ارتفاع تكلفة برامج الانغماس في المجتمعات العربية -التي لا تزال فكرة استضافة الأجنبي في البيت فكرة غريبة وغير مستحبة عند السواد الأعظم من أفراد هذه المجتمعات- فضلاً عن الظروف السياسية والأمنية الراهنة المضطربة في العديد من البلاد العربية التي كان تمثل بيئات جيدة لممارسة العربية للطالب الأجنبي.
وبالإضافة لهذه الفئة من الطلاب –وللأسباب السابقة نفسها- فإن الطلاب النظاميين الملتحقين بعدد من برامج دراسة العربية في بلاد غير عربية يظلّون في حاجة إلى برامج مصممة خصيصًا للتعلم الذاتي، تدعم جهودهم في التعلم داخل قاعة الدرس، وتصقل موهبتهم في ممارسة اللغة، واختبار كفاءتهم في التعامل معها، خاصة أن عدد الساعات التي يمارسون فيها اللغة داخل الصف _باعتبار أن ممارسة اللغة خارج الصف في بلد غير عربي يعد أمرًا عسيرًا من واقع التجربة العملية_غير كافية كمًا وكيفًا لضمان تطور مستواهم بشكل سريع.
وعلى الرغم من تنوع التحديات التي يواجهها الراغبون في تعلم العربية تعلمًا ذاتيًا فبإمكاننا اختزال هذه التحديات في عنصرين رئيسين أولهما عام وثانيهما أكثر تخصيصًا.
1- النقص الشديد في المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا.
2- النقص الشديد في المواد المرئية المصممة خصيصًا لطلاب المستوى A1 تبعا لتصنيف الإطار المرجعي الأوروبي مشترك للغات Common European Framework of Reference for Languages (CEFR)،
وما نقصده بهذا العنصر تحديدًا أن بعض المواقع الإلكترونية –القليلة- تطرح مواد تعليمية للدارسين بالعربية، غير أن هذه المواد في مجملها تكون غير ملائمة لطلاب هذا المستوى من نواح مختلفة، أبرزها عدم استنادها إلى منطق بيداغوجي واضح، واعتمادها بالأساس على النصوص الإعلامية بلغتها العالية التي تميل لمصلحة الرصانة أكثر من العملية، وعدم دعم هذه المواد بأنشطة إثرائية وتقويمية تضمن اختبار كفاءة الدارس في التحصيل.
وعلى الرغم من الطبيعة القلقة لمفهوم الاغتراب خاصة في إطار علاقته بمفهوم الغربة فإن بعض الاستقرار قد تحقق في التعاطي مع المفهومين – دون فصل- باعتبار أن الغربة تكرس لفعل المجاوزة المادية للفضاء الأصيل، والاغتراب يرتبط بحالة الانفصال الشعوري والذهني عن السياق، والعجز عن التناغم مع منظومته القيمية، وتدابيره السلوكية المتجذرة في وعي أفراده، فالغربة تشير إلى الخارج الإنساني ، كمعنى مجردٍ. أما الاغتراب فإنه يشير إلى الداخل الإنساني كشعور مرتبط بمن يشعر به.
غير أن هذا الاستقرار لا ينفي العلاقة المنطقية بين الحالتين في الكثير من الحالات، وهو ما يفسر حدوث التشابك الدرامي بينهما، في العديد من المتون الروائية، التي رأت في غربة الشخصية سبيلاً منطقيًا – في أبسط الفرضيات وأقربها إلى الذهن- يرْشَح بحالة الاغتراب، في إطار علاقة السبب بالنتيجة، فرهانات تحقق الحالة الاغترابية للشخصية المغتربة أكبر وأكثر تماسكًا، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن هذه الوضعية يمكن استنطاقها جماليًا بيسر بدفع الشخصية للانفلات من واقعها الجديد الضاغط صوب فضاء الوطن المُغادَر، عبر ممارسة ذهنية تنشط فيها الذاكرة، مما يهيئ لتنامي السرد وتطوره، وتوالد الأفضية الزمنية والمكانية التي يمكن التنقل عبرها لإحداث المزيد من التفاعلات الدرامية.
وفي ظل مجتمع أبوي ترسخ أعرافه الثقافية لنوع من التمييز بين الجنسين، وتكرِّس لثنائية المتن والهامش، فقد ظلت الصياغات الإبداعية للاغتراب –خاصة المرتبط بفعل الخروج والارتحال- حكرًا على الرجل المؤلِّف أو الرجل الشخصية، فأصبح من المألوف أن يكون بطل الروايات التي تتناول موضوع الاغتراب رجلاً بالمفهوم الجنسي الكامل.
ثم تدفقت المتون الروائية النسوية محاولةً تعويض فترة تغييبها، وإعادة الاعتبار للفكر النسوي انطلاقًا من مواقف معينة تصوِّر شخصية المرأة وعلاقتها بمحيطها، ومركزية دورها في الحياة وصولاً إلى رؤيتها للعالم، دون أن تغفل عن الانتقام من ذاك الذي أدَّى دورًا رئيسًا في تهميشها واضطهادها واستلاب حقوقها، لتتشكَّل عبر مسار تاريخي مضطرب حاضنةٌ ثقافية للسرد النسوي تمارس سطوتها على الذات المُبدِعة، وتوجِّهها إلى الاستناد في صياغتها الفنية إلى عدة مكونات أبرزها "نقد الثقافة الأبوية الذكورية، واقتراح رؤية أنثوية للعالم، والاحتفاء بالجسد الأنثوي" .
تطرح رواية "بروكلين هايتس" للروائية المصرية "ميرال الطحاوي" نفسها بوصفها نصًا نسائيًا من حيث المصدر ونسويًا من حيث الموضوع، يستند إلى حالة الاغتراب التي تعيشها بطلة العمل وساردته، دون أن يبرح مقاربة القضايا التي عالجتها الروائيةُ في أعمالها السابقة ؛ كقضايا التنوُّع الثقافي، والهويات، والهجرة، وما بعد الكولونيالية، من خلال سرد تجربة البطلة "هند" التي تسافر إلى الولايات المتحدة -وبالتحديد إلى حي "بروكلين هايتس" القديم بنيويورك- بعد أن هجرها زوجُها الخائن، تسافر مخلفةً وراءها واقعًا مشحونًا بالفقد والخيانة والتفسُّخ، تهاجر إلى بلاد "العم سام" بمُصاحبة طفلها وذكرياتها، لتبحث عن العمل، والحب، والذات. تغوص في تفاصيل حياة القاطنين في هذا الحي بأعراقهم المختلفة، وتستدعي في الوقت نفسه سياقها الشرقي، راصدة ما أصابه من تحوّلات اجتماعية وسياسية وتاريخية، أثَّرتْ في علاقات أفراده ومصائرهم.
Make Google view image button visible again: https://goo.gl/DYGbub
وستتخذ الدراسةُ قصيدتي "من المُعتمِد بن عبَّاد إلى ملوك الطوائف" و"من آخر كلمات ابن حزم" مادةً لها
لقد ظلت الكتابة السردية المستندة إلى أحداث ذات حس واقعي تجربة محفوفة بقدر غير يسير من المحاذير التي تمتاح من هيمنة التاريخي بحضوره المتشعب والنافذ في الذاكرتين الفردية والجماعية، فالمتلقي الخاضع لشروط الفكر التوثيقي كما يمثله التاريخي لا يتعاطى مع الحكاية وهو خالي الوفاض، وإنما يقاربها عبر منظور ثنائي يرنو إلى النص الأدبي في حضرة المتن التاريخي الذي يغدو في إطار هذه العملية التناصية نصًا متعاليًا – بتعبير جنيتGenette- يسعى النص السردي إلى تأسيس علاقة معه تتراوح بين المحاكاة والتحويل، وتدفع هذه العلاقة التراتبية المتلقي إلى الاستجابة لها من منظور تراتبي مواز،ٍ قد يصطدم بماهية الفعل السردي المنغمس في المتخيل، فنلفيه - أي المتلقي - يقفز فوق الأحداث المسرودة بفضل ركاماته المعرفية متجاوزًا في أثناء هذا القفز الكثير من التشكيلات الجمالية التي تشكل عناصر رئيسة في هيكل الخطاب السردي، أو نراه يواجه منعرجات تاريخية لا تنسجم مع خبرته التعليمية المؤسسة على معياري الصدق والكذب بمعنيهما المباشر، بما قد يدفعه في النهاية إلى التشكك في مصداقية المتن الروائي، أو غيرها من الاستجابات التي قد تقف عائقًا في سبيل التعاطي الإيجابي مع النص، وتعمق الهوة بين المتلقي ومقبوليته للنص الذي يتحول في هذه الحال إلى نتاج مباشر لفعل الاشتباك بين التاريخي بسلطته التوثيقية المتجذرة والأدبي بقيمه الجمالية المتجددة.
يمكن الجزم أن هذا الوعي المأمول لن يتشكّل سوي بالالتفات إلى الطفل العربي وأمنه اللغوي، وأن الممارسات الإجرائية المترجمة لهذا الوعي ستظل غير فعالة ما لم تتوجه صوب الواقع اللغوي والتعبيري للطفل العربي وما يعتريه من نواقص وما يواجهه من تحديات.
ويمثل كتاب“الرصيد اللغوي المسموع..قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناء على مدوّنة محوسبة" -الصادر في جزئيين-أحدث المنتوجات العلمية الجادة المعنية بلغة الطفل وما يتعالق بها من أمن لغوي- ذي نوازع آنية ومستقبلية- يتذرَّع العمل بأدوات العلم وإجراءاته المُستثمرة للطاقات الهائلة للثورة الرقمية ومكتسباتها، التي عمل عليها فريق بحثي -بقيادة د.محمود العشيري الأستاذ بجامعتي جورج تاون ودار العلوم- استطاع الانفتاح على المدارس العالمية في هذا السياق واستيعاب النظريات اللسانية الحديثة وفهمها وتطبيقها في مجال معالجة المشكلات التي تكتنف عملية الرصد والجمع والتصنيف ..إلخ وهو أمر لا غنى عنه باعتباره ممارسة يلجأ إليها كلُّ عقل يتغيَّا الارتقاءَ والتطور، دون أن يتحوَّل التحديث إلى حداثة مُستنسخة تستعير النتائج.
إن الوعي بأهمية الدراسة المنتظمة تحت إشراف معلم مؤهل لا يقصي لجوء فئة من الطلاب إلى التعلم الذاتي لأسباب كثيرة منها؛ عدم توافر الوقت للدراسة المنتظمة، أو عدم القدرة على دفع رسوم الالتحاق ببرامج تعلم العربية في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك ارتفاع تكلفة برامج الانغماس في المجتمعات العربية -التي لا تزال فكرة استضافة الأجنبي في البيت فكرة غريبة وغير مستحبة عند السواد الأعظم من أفراد هذه المجتمعات- فضلاً عن الظروف السياسية والأمنية الراهنة المضطربة في العديد من البلاد العربية التي كان تمثل بيئات جيدة لممارسة العربية للطالب الأجنبي.
وبالإضافة لهذه الفئة من الطلاب –وللأسباب السابقة نفسها- فإن الطلاب النظاميين الملتحقين بعدد من برامج دراسة العربية في بلاد غير عربية يظلّون في حاجة إلى برامج مصممة خصيصًا للتعلم الذاتي، تدعم جهودهم في التعلم داخل قاعة الدرس، وتصقل موهبتهم في ممارسة اللغة، واختبار كفاءتهم في التعامل معها، خاصة أن عدد الساعات التي يمارسون فيها اللغة داخل الصف _باعتبار أن ممارسة اللغة خارج الصف في بلد غير عربي يعد أمرًا عسيرًا من واقع التجربة العملية_غير كافية كمًا وكيفًا لضمان تطور مستواهم بشكل سريع.
وعلى الرغم من تنوع التحديات التي يواجهها الراغبون في تعلم العربية تعلمًا ذاتيًا فبإمكاننا اختزال هذه التحديات في عنصرين رئيسين أولهما عام وثانيهما أكثر تخصيصًا.
1- النقص الشديد في المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمة تعلم اللغة العربية تعلمًا ذاتيًا.
2- النقص الشديد في المواد المرئية المصممة خصيصًا لطلاب المستوى A1 تبعا لتصنيف الإطار المرجعي الأوروبي مشترك للغات Common European Framework of Reference for Languages (CEFR)،
وما نقصده بهذا العنصر تحديدًا أن بعض المواقع الإلكترونية –القليلة- تطرح مواد تعليمية للدارسين بالعربية، غير أن هذه المواد في مجملها تكون غير ملائمة لطلاب هذا المستوى من نواح مختلفة، أبرزها عدم استنادها إلى منطق بيداغوجي واضح، واعتمادها بالأساس على النصوص الإعلامية بلغتها العالية التي تميل لمصلحة الرصانة أكثر من العملية، وعدم دعم هذه المواد بأنشطة إثرائية وتقويمية تضمن اختبار كفاءة الدارس في التحصيل.
وعلى الرغم من الطبيعة القلقة لمفهوم الاغتراب خاصة في إطار علاقته بمفهوم الغربة فإن بعض الاستقرار قد تحقق في التعاطي مع المفهومين – دون فصل- باعتبار أن الغربة تكرس لفعل المجاوزة المادية للفضاء الأصيل، والاغتراب يرتبط بحالة الانفصال الشعوري والذهني عن السياق، والعجز عن التناغم مع منظومته القيمية، وتدابيره السلوكية المتجذرة في وعي أفراده، فالغربة تشير إلى الخارج الإنساني ، كمعنى مجردٍ. أما الاغتراب فإنه يشير إلى الداخل الإنساني كشعور مرتبط بمن يشعر به.
غير أن هذا الاستقرار لا ينفي العلاقة المنطقية بين الحالتين في الكثير من الحالات، وهو ما يفسر حدوث التشابك الدرامي بينهما، في العديد من المتون الروائية، التي رأت في غربة الشخصية سبيلاً منطقيًا – في أبسط الفرضيات وأقربها إلى الذهن- يرْشَح بحالة الاغتراب، في إطار علاقة السبب بالنتيجة، فرهانات تحقق الحالة الاغترابية للشخصية المغتربة أكبر وأكثر تماسكًا، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن هذه الوضعية يمكن استنطاقها جماليًا بيسر بدفع الشخصية للانفلات من واقعها الجديد الضاغط صوب فضاء الوطن المُغادَر، عبر ممارسة ذهنية تنشط فيها الذاكرة، مما يهيئ لتنامي السرد وتطوره، وتوالد الأفضية الزمنية والمكانية التي يمكن التنقل عبرها لإحداث المزيد من التفاعلات الدرامية.
وفي ظل مجتمع أبوي ترسخ أعرافه الثقافية لنوع من التمييز بين الجنسين، وتكرِّس لثنائية المتن والهامش، فقد ظلت الصياغات الإبداعية للاغتراب –خاصة المرتبط بفعل الخروج والارتحال- حكرًا على الرجل المؤلِّف أو الرجل الشخصية، فأصبح من المألوف أن يكون بطل الروايات التي تتناول موضوع الاغتراب رجلاً بالمفهوم الجنسي الكامل.
ثم تدفقت المتون الروائية النسوية محاولةً تعويض فترة تغييبها، وإعادة الاعتبار للفكر النسوي انطلاقًا من مواقف معينة تصوِّر شخصية المرأة وعلاقتها بمحيطها، ومركزية دورها في الحياة وصولاً إلى رؤيتها للعالم، دون أن تغفل عن الانتقام من ذاك الذي أدَّى دورًا رئيسًا في تهميشها واضطهادها واستلاب حقوقها، لتتشكَّل عبر مسار تاريخي مضطرب حاضنةٌ ثقافية للسرد النسوي تمارس سطوتها على الذات المُبدِعة، وتوجِّهها إلى الاستناد في صياغتها الفنية إلى عدة مكونات أبرزها "نقد الثقافة الأبوية الذكورية، واقتراح رؤية أنثوية للعالم، والاحتفاء بالجسد الأنثوي" .
تطرح رواية "بروكلين هايتس" للروائية المصرية "ميرال الطحاوي" نفسها بوصفها نصًا نسائيًا من حيث المصدر ونسويًا من حيث الموضوع، يستند إلى حالة الاغتراب التي تعيشها بطلة العمل وساردته، دون أن يبرح مقاربة القضايا التي عالجتها الروائيةُ في أعمالها السابقة ؛ كقضايا التنوُّع الثقافي، والهويات، والهجرة، وما بعد الكولونيالية، من خلال سرد تجربة البطلة "هند" التي تسافر إلى الولايات المتحدة -وبالتحديد إلى حي "بروكلين هايتس" القديم بنيويورك- بعد أن هجرها زوجُها الخائن، تسافر مخلفةً وراءها واقعًا مشحونًا بالفقد والخيانة والتفسُّخ، تهاجر إلى بلاد "العم سام" بمُصاحبة طفلها وذكرياتها، لتبحث عن العمل، والحب، والذات. تغوص في تفاصيل حياة القاطنين في هذا الحي بأعراقهم المختلفة، وتستدعي في الوقت نفسه سياقها الشرقي، راصدة ما أصابه من تحوّلات اجتماعية وسياسية وتاريخية، أثَّرتْ في علاقات أفراده ومصائرهم.
Make Google view image button visible again: https://goo.gl/DYGbub
وستتخذ الدراسةُ قصيدتي "من المُعتمِد بن عبَّاد إلى ملوك الطوائف" و"من آخر كلمات ابن حزم" مادةً لها
لقد ظلت الكتابة السردية المستندة إلى أحداث ذات حس واقعي تجربة محفوفة بقدر غير يسير من المحاذير التي تمتاح من هيمنة التاريخي بحضوره المتشعب والنافذ في الذاكرتين الفردية والجماعية، فالمتلقي الخاضع لشروط الفكر التوثيقي كما يمثله التاريخي لا يتعاطى مع الحكاية وهو خالي الوفاض، وإنما يقاربها عبر منظور ثنائي يرنو إلى النص الأدبي في حضرة المتن التاريخي الذي يغدو في إطار هذه العملية التناصية نصًا متعاليًا – بتعبير جنيتGenette- يسعى النص السردي إلى تأسيس علاقة معه تتراوح بين المحاكاة والتحويل، وتدفع هذه العلاقة التراتبية المتلقي إلى الاستجابة لها من منظور تراتبي مواز،ٍ قد يصطدم بماهية الفعل السردي المنغمس في المتخيل، فنلفيه - أي المتلقي - يقفز فوق الأحداث المسرودة بفضل ركاماته المعرفية متجاوزًا في أثناء هذا القفز الكثير من التشكيلات الجمالية التي تشكل عناصر رئيسة في هيكل الخطاب السردي، أو نراه يواجه منعرجات تاريخية لا تنسجم مع خبرته التعليمية المؤسسة على معياري الصدق والكذب بمعنيهما المباشر، بما قد يدفعه في النهاية إلى التشكك في مصداقية المتن الروائي، أو غيرها من الاستجابات التي قد تقف عائقًا في سبيل التعاطي الإيجابي مع النص، وتعمق الهوة بين المتلقي ومقبوليته للنص الذي يتحول في هذه الحال إلى نتاج مباشر لفعل الاشتباك بين التاريخي بسلطته التوثيقية المتجذرة والأدبي بقيمه الجمالية المتجددة.
لقد بلغ نضج النصوص السردية القديمة حد تكريس نصوص تعنى بنموذج إنساني (كالبخلاء، والحمقى، والمغفليين، وعقلاء المجانيين، والطفيليين) تدور في فلكه العوالم التخييلية، وتمرر عبر بنيته الدرامية أنساق المقاومة والتمرد والثورة، وتنتمي من حيث الشكل الفني، إلى فن الخبر القصصي، الذي يعد أحد أهم الأشكال القصصية التراثية، التي تتأسس على سرد حكاية قصيرة من خلال تتابع عدد من الأفعال ذات الإيقاع السريع.
وعلى الرغم مما تتمتع به "أخبار الطُّفيليِّين" من خصوصية تأليفيّة وثراء معرفي، ونُضج الدرامي، فإنها لم تحظ -على قدر معرفة المؤلف- بالمُتابعة التحليليّة النقدية العميقة عبر دراسة أكاديمية مُستقلة.
تستثير النصوص السردية –على اختلاف أنواعها– هذه الأسئلة وغيرها، وتستثير بمواكبتها أجوبةً مكتملةً وناقصةً يصعب ألا يكون "النفي" هو المُعطى الرئيس فيها، "نفي" يمتاح من وعي –راكمته النظرية السَّردية بما انطوت عليه من إبدالات معرفية وأدوات إجرائية- بأن إدراك المادة الحكائية هو إدراك غير مُباشر يقدِّمه وسيط تقني بين المُتلقي والعالم الحكائي، وأن العالم السردي لا يُقدَّم بشكل مُحايد بل عبر منظور ما يتحكّم في طبيعة العلاقات بين مكوناته.
فعلى الرغم من تأثر تعاطي النظريات السردية مع "الرَّاوي" بتباين الخلفيات الفلسفية التي استرفدت منها مرتكزاتها التصورية في مساءلة النص وفهمه، فإن ثمة اتفاقًا ضمنيًا على المكانة الخاصة التي يحظى بها هذا المكون السردي، مما دفع مؤسسي النظرية السردية منذ وقت مبكر لمقاربة هذا العنصر المهم، ولتقديم أطروحاتهم الخاصة حول تمظهراته النصية المختلفة، وقيمه الوظيفية المتشعبة، وهي أطروحات تستند في جوهرها إلى الاشتغال على متون غربية المصدر والمظهر